تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عمله مستبطئا لنفسه في العمل ( 1 ) . يعمل الاعمال الصالحه و هو على وجل ، يمسي و همه الشكر . يصبح وهمه الذكر ، يبيت حذرا و يصبح فرحا . حذرا لما حذر من الغفلة . فرحا بما أصاب من الفضل و الرحمة . إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما هويت ( 2 ) فرحه فيما يحذر وقرة عينه فيما لا يزول ( 3 ) . و زهادته فيما يفنى . يمزج الحلم بالعلم و يمزح العلم بالعمل . تراه بعيدا كسله ، دائما نشاطه ، قريبا أمله قليلا زلله ، خاشعا قلبه ، قانعة نفسه ، متغيبا جهله ( 4 ) ، سهلا أمره ، حريزا دينه ، ميتة شهوته ، مكظوما غيظه ، صافيا خلقه ، لا يحدث الاصدقاء بالذي يؤتمن عليه ، و لا يكتم شهادة الاعداء ، لا يعمل شيئا رئاء ، و لا يتركه استحياء . الخير منه مأمول و الشر منه مأمون ، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين ( 5 ) . يعفو عمن ظلمه و يعطي من حرمه و يصل من قطعه ، لا يعزب حلمه ، و لا يعجز فيما يزينه ( 6 ) ، بعيدا فحشه ، لينا قوله ، غائبا مكره ، كثيرا معروفه ( 7 ) ، حسنا فعله ، مقبلا خيره ، مدبرا شره . فهو في الزلازل وقور ( 8 ) ، و في المكاره صبور ، و في الرخاء شكور . لا يحيف على من يبغض ، ( 9 ) و لا يأثم فيمن يحب ، و لا يدعي ما ليس له ، و لا يجحد حقا هو عليه ، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه ، لا يضيع ما استحفظ ( 10 ) ، و لا ينابز بالالقاب ، لا يبغي و لا يهم به ، و لا يضار بالجار ، و لا