تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا و لم يلجأوا إلى ركن وثيق فينجوا . يا كميل العلم خير من المال . العلم يحرسك و أنت تحرس المال ، و المال تفنيه النفقة ( 1 ) و العلم يزكو على الانفاق . العلم حاكم و المال محكوم عليه . يا كميل بن زياد محبة العالم دين يدان به ( 2 ) به يكسب الانسان الطاعة في حياته و جميل الاحدوثة بعد وفاته . و منفعة المال تزول بزواله . مات خزان الاموال و هم أحياء و العلماء باقون ما بقي الدهر . أعيانهم مفقودة و أمثلتهم في القلوب موجودة . ها ، إن ههنا لعلما جما - و أشار إلى صدره - لم أصب له خزنة ( 3 ) بلى أصيب لقنا مأمون ، مستعملا آلة الدين في طلب الدنيا ، يستظهر بحجج الله على أوليائه و بنعمة الله على معاصيه أو منقادا لحملة الحق ( 4 ) لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ، أللهم لا ذا و لا ذاك ، أو منهوما باللذة ( 5 ) سلس القياد للشهوة ، أو مغرما بالجمع و الادخار ليسا من رعاة الدين و لا من ذوي البصائر و اليقين . أقرب شبها بهما الانعام السائمة ( 6 ) كذلك يموت العلم بموت حملته . أللهم بلى ، لا يخلو الارض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا ( 7 )