تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لابد لك منه و ما لا يصلح المسلمين غيره و ظننت أن الذي أخرج ذلك منك نية صالحة و رأى مدخول ( 1 ) . أما بعد فعليك بتقوى الله في مقامك و مقعدك و سرك و علانيتك و إذا أنت قضيت بين الناس فاخفص لهم جناحك ولين لهم جانبك و أبسط لهم وجهك و آس بينهم في اللحظ ( 2 ) و النظر حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم و لا يأيس ( 3 ) الضعفاء من عدلك عليهم و أن تسأل المدعي البينة و على المدعى عليه اليمين ، و من صالح أخاه على صلح فأجز صلحه إلا أن يكون صلحا يحرم حلالا أو يحلل حراما . و آثر الفقهاء و أهل الصدق و الوفاء و الحياء و الورع على أهل الفجور و الكذب و الغدر . و ليكن الصالحون الابرار إخوانك و الفاجرون الغادرون أعداءك ، فان أحب إخواني إلي أكثرهم لله ذكرا و أشدهم منه خوفا . و أنا أرجو أن تكون منهم إن شاء الله . و إني أوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون و عما أنتم إليه صائرون ، فان الله قال في كتابه : " كل نفس بما كسبت رهينة ( 4 ) " و قال : " و يحذركم الله نفسه و إلى الله المصير ( 5 ) " و قال : " فو ربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ( 6 ) " فعليكم بتقوى الله