تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فإنها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الآخرة ، قال الله : " و قيل للذين اتقوا : ماذا أنزل ربكم ؟ قالوا : خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و لدار الآخرة خير و لنعم دار المتقين ( 1 ) " اعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الخير و آجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ، قال الله عز و جل : " قل : من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق . . الآية ( 2 ) " . سكنوا الدنيا بأحسن ما سكنت و أكلوها بأحسن ما أكلت . و اعلموا عباد الله أنكم إذا اتقيتم الله ( 3 ) و حفظتم نبيكم في أهله فقد عبدتموه بأفضل عبادته و ذكرتموه بأفضل ما ذكر و شكرتموه بأفضل ما شكر و قد أخذتم بأفضل الصبر و الشكر و اجتهدتم بأفضل الاجتهاد و إن كان غيركم أطول منكم صلاة و أكثر منكم صياما و صدقة ، إذ كنتم أنتم أوفى لله و أنصح لاولياء الله و من هو ولي الامر من آل رسول الله صلى الله عليه و آله . و احذروا عباد الله الموت و قربه و كربه ( 4 ) و سكراته و أعدوا له عدته فانه يأتي بأمر عظيم ( 5 ) بخير لا يكون معه شر . و بشر لا يكون معه خير أبدا . فمن أقرب إلى الجنة من عاملها و ( 6 ) أقرب إلى النار من أهلها ، فأكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : أكثروا ذكر هاذم اللذات ( 7 ) " . و اعلموا أن ما بعد الموت لمن لم يغفر الله له و يرحمه أشد من الموت . و اعلم يا محمد أنني وليتك أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر و أنت محقوق ( 8 )