تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و سأله رجل أن يخيله ( 1 ) قال عليه السلام : إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب . أو تغتاب عندي أحدا ، فقال له الرجل : ائذن لي في الانصراف ، فقال عليه السلام : نعم إذا شئت . و قال عليه السلام : إن من طلب العبادة تزكى لها . إذا أضرت النوافل بالفريضة فارفضوها . اليقين معاذ للسلامة . من تذكر بعد السفر اعتد . و لا يغش العاقل من استنصحه . بينكم و بين الموعظة حجاب العزة . قطع العلم عذر المتعلمين ( 2 ) . كل معاجل يسأل النظرة ( 3 ) . و كل مؤجل يتعلل بالتسويف . و قال عليه السلام : اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب و تجاه الهرب ، و بادروا العمل قبل مقطعات النقمات ( 4 ) و هاذم اللذات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها و لا تؤمن فجيعها و لا تتوقى مساويها ، غرور حائل ، و سناد مائل ( 5 ) ، فاتعظوا عباد الله بالعبر ، و اعتبروا بالاثر . و ازدجروا بالنعيم . و انتفعوا بالمواعظ ، فكفى بالله معتصما و نصيرا و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما ( 6 ) و كفى بالجنة ثواب و كفى بالنار عقابا و وبالا . و قال عليه السلام : إذا لقي أحدكم أخاه فليقبل موضع النور من جبهته . و مر عليه السلام في يوم فطر بقوم يلعبون و يضحكون فوقف على رؤوسهم فقال : إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه ( 7 ) فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا و قصر آخرون فخابوا . فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون و يخسر فيه المبطلون و ايم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه و المسيئ مشغول بإساءته ، ثم مضى .