تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله و إن كنتم عن أكثر حقه تقصرون فاستخففتم بحق الائمة ، فأما حق الضعفاء فضيعتم و أما حقكم بزعمكم فطلبتم . فلا ما لا بذلتموه و لا نفسصا خاطرتم بها للذي خلقها و لا عشيرة عاديتموها في ذات الله أنتم تتمنون على الله جنته و مجاورة رسله و أمانا من عذابه . لقد خشيت عليكم أيها المتمنون على الله أن تحل بكم نقمة من نقماته لانكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها و من يعرف بالله لا تكرمون و أنتم بالله في عباده تكرمون و قد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون و أنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون و ذمة رسول الله صلى الله عليه و آله محقورة ( 1 ) و العمى و البكم و ألزمني في المدائن مهملة لا ترحمون و لا في منزلتكم تعملون و لا من عمل فيها تعينون ( 2 ) و بالادهان و المصانعة عند الظلمة تأمنون ، كل ذلك مما أمركم الله به من النهي و التناهي و أنتم عنه غافلون . و أنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون ( 2 ) . ذلك بأن مجاري الامور و الاحكام على أيدي العلماء بالله ( 3 ) الامناء على حلاله و حرامه فأنتم المسلوبون تلك المنزلة و ما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق و اختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة . و لو صبرتم على الاذى و تحملتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد و عنكم تصدر و إليكم ترجع و لكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم و استسلمتم امور الله في أيديهم ، يعملون بالشبهات و يسيرون في الشهوات ، سلطهم على ذلك فراركم من الموت و إعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم ، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم فمن بين مستبعد مقهور و بين مستضعف على معيشته مغلوب ، يتقلبون في الملك بآرائهم ( 4 ) و يستشعرون الخزي بأهوائهم إقتداء بالاشرار و جرأة على الجبار ، في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع ( 5 ) ، فالأَرض لهم شاغرة و أيديهم فيها مبسوطة