تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
منه منجى و لا دونه ملتجأ و لا منه مهرب . فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات خوف أهل التقوي ، فإن الله يقول : " ذلك لمن خاف مقامي و خاف وعيد ( 1 ) " . فاحذروا زهرة الحياة الدنيا و غرورها و شرورها و تذكروا ضرر عاقبة الميل إليها ، فإن زينتها فتنه و حبها خطيئة . و اعلم ويحك يا ابن آدم أن قسوة البطنة ( 2 ) و كظة الملاة و سكر الشبع وغرة الملك مما يثبط و يبطئ عن العمل و ينسي الذكر و يلهي عن اقتراب الاجل حتى كأن المبتلى بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب ( 3 ) و أن العاقل عن الله ، الخائف منه ، العامل له ليمرن نفسه و يعودها الجوع حتى ما تشتاق إلى الشبع و كذلك تضمر الخيل لسبق الرهان ( 4 ) . فاتقوا الله عباد الله تقوى مؤمل ثوابه و خائف عقابه فقد لله أنتم أعذر و أندر و شوق و خوف فلا أنتم إلى ما شوقكم إليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون و لا أنتم مما خوفكم به من شديد عقابه و أليم عذابه ترهبون فتنكلون ( 5 ) و قد نبأكم الله في كتابه أنه : " من يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه و إنا له كاتبون ( 6 ) " . ثم ضرب لكم الامثال في كتابه و صرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا فقال : " إنما أموالكم و أولادكم فتنة و الله عنده أجر عظيم ( 7 ) " فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا ، فاتقوا الله و اتعظوا بمواعظ الله . و ما أعلم إلا كثيرا منكم قد نهكته ( 8 ) عواقب المعاصي فما حذرها و أضرت بدينه فما مقتها . أما تسمعون النداء