تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أن يرحمك فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك و أطال من عمرك و قامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه و فقهك فيه من دينه و عرفك من سنة نبيه محمد صلى الله عليه و آله ، فرضي لك في كل نعمة أنعم بها عليك و في كل حجة احتج بها عليك الفرض بما قضى . فما قضى إلا ابتلى شكرك في ذلك و أبدى فيه فضله عليك ( 1 ) فقال " لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد ( 2 ) " . فانظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها و عن حججه عليك كيف قضيتها و لا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير و لا راضيا منك بالتقصير ، هيهات هيهات ليس كذلك ، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال : " لتبيننه للناس و لا تكتمونه ) ( 3 ) " و اعلم أن أدنى ما كتمت و أخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم و سهلت له طريق ألغي بدنوك منه حين دنوت و إجابتك له حين دعيت ، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة ، و أن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة ، إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك و دنوت ممن لم يرد على أحد حقا و لم ترد باطلا حين أدناك . و أحببت من حاد الله ( 4 ) أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم و جسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم و سلما إلى ضلالتهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم ، يدخلون بك الشك على