تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
تخلية سبيلها بيده . و رجل يقعد في البيت و يقول : يا رب ارزقني و لا يخرج يطلب الرزق فيقول الله عز و جل : عبدي ! أو لم أجعل لك السبيل إلى الطلب و الضرب في الارض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني و بينك في الطلب لاتباع أمري و لكي لا تكون كلا على أهلك فإن شئت رزقتك و إن شئت قترت عليك و أنت معذور عندي ( 1 ) . و رجل رزقه الله ما لا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني ، فيقول الله : ألم أرزقك رزقا واسعا ، أفلا اقتصدت ( 2 ) فيه كما أمرتك و لم تسرف و قد نهيتك . و رجل يدعو في قطيعة رحم " . ثم علم الله نبيه صلى الله عليه و آله كيف ينفق و ذلك أنه كانت عنده صلى الله عليه و آله أوقية من ذهب ( 3 ) فكره أن تبيت عند شيء فتصدق و أصبح ليس عنده شيء . و جاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه فلامه السائل و اغتم هو صلى الله عليه و آله حيث لم يكن عنده ما يعطيه و كان رحيما رفيقا فأدب الله نبيه صلى الله عليه و آله بأمره إياه فقال : " و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محصورا ( 4 ) " يقول : إن الناس قد يسألونك و لا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد خسرت من المال . فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه و آله يصدقها الكتاب و الكتاب يصدقه أهله من المؤمنين . و قال أبو بكر عند موته حيث قيل له : أوص فقال : أوصي بالخمس و الخمس كثير فإن الله قد رضي بالخمس . فأوصى بالخمس و قد جعل الله عز و جل له الثلث عند موته و لو علم أن الثلث خير له أوصى به . ثم من قد علمتم بعده في فضله و زهده سلمان و أبو ذر رضي الله عنهما فأما سلمان رضي الله عنه فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتى يحضره عطاؤه من قابل . فقيل له : يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا وإنك لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا . فكان جوابه أن قال : ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء . أو ما علمتم