تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فريضة من الله ( 1 ) " فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل لنفسه سهما ، أو لرسوله صلى الله عليه و اله أو لذي القربى لانه لما نزههم عن الصدقة نزه نفسه و نزه رسوله و نزه أهل بيته لا بل حرم عليهم ، لان الصدقة محرمة على محمد و أهل بيته و هي أوساخ الناس لا تحل لهم لانهم طهروا من كل دنس و وسخ ، فلما طهرهم و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه ( 2 ) . و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 3 ) " فقال العلماء ( 4 ) : إنما عني بذلك اليهود و النصارى . قال أبو الحسن عليه السلام : و هل يجوز ذلك ؟ إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون : إنهم أفضل من دين الاسلام . فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ قال : نعم الذكر رسول الله و نحن أهله و ذلك بين في كتاب الله بقوله في سورة الطلاق : " فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات " فالذكر رسول الله و نحن أهله . فهذه التاسعة . و أما العاشرة فقول الله عز و جل في آية التحريم : " حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم - إلى آخرها - ( 5 ) " أخبروني هل تصلح إبنتي أو ابنة أبني أو ما تناسل من صلبي لرسول الله أن يتزوجها لو كان حيا ؟ قالوا : لا . قال عليه السلام : فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها ؟ قالوا : بلى . قال : فقال عليه السلام : ففي هذا بيان أنا من آله و لستم من آله و لو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتي ، لانا من آله و أنتم من أمته ، فهذا فرق بين الآل و الامة ، لان الآل منه و الامة إذا لم تكن الآل فليست منه . فهذا العاشرة .