تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لا يمكنه أن يقوم مقامها ، فإن كانت وحدها قبل قولها مع يمينها . و أما قول علي عليه السلام في الخنثى فهي كما قال ( 1 ) : ينظر قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة و تقوم الخنثى خلفهم عريانة و ينظرون في المرايا فيرون الشبح فيحكمون عليه . و أما الرجل الناظر إلى الراعي و قد نزا على شاة فإن عرفها ذبحها و أحرقها ، و إن لم يعرفها قسم الغنم نصفين و ساهم بينهما ( 2 ) ، فإذا وقع على أحد النصفين فقد نجا النصف الآخر ، ثم يفرق النصف الآخر فلا يزال كذلك حتى تبقي شاتان فيقرع بينهما فأيتها وقع السهم بها ذبحت و أحرقت و نجا سائر الغنم ( 3 ) . و أما صلاة الفجر فالجهر فيها بالقراءة ، لان النبي صلى الله عليه و آله كان يغلس بها ( 4 ) فقراءتها من الليل . و أما قول علي عليه السلام : بشر قاتل ابن صفية بالنار فهو لقول رسول الله صلى الله عليه و آله و كان ممن خرج يوم النهروان فلم يقتله أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة ، لانه علم أنه يقتل في فتنة النهروان . و أما قولك : إن عليا عليه السلام قتل أهل الصفين مقبلين و مدبرين و أجاز على جريحهم ( 5 ) ، و إنه يوم الجمل لم يتبع موليا و لم يجز على جريح و من ألقى سلاحه آمنه و من دخل داره آمنه ، فإن أهل الجمل قتل إمامهم و لم تكن لهم فئة يرجعون إليها و إنما رجع القوم إلى منازلهم محاربين و لا مخالفين و لا منابذين ( 6 ) ، رضوا بالكف عنهم ، فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم و الكف عن أذاهم ، إذ لم يطلبوا عليه أعوانا ، و أهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة و إمام ( 7 ) يجمع لهم السلاح