تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
يا بني إسرائيل أما تستحيون من الله ، إن أحدكم لا يسوغ له شرابه حتى يصفيه من القذي و لا يبالي أن يبلغ أمثال الفيلة من الحرام . ألم تسمعوا أنه قيل لكم في التورية : " صلوا أرحامكم و كافئوا أرحامكم " و أنا أقول لكم : صلوا من قطعكم و أعطوا من منعكم و أحسنوا إلى من أساء إليكم و سلموا على من سبكم و أنصفوا من خاصمكم و اعفوا عمن ظلمكم كما أنكم تحبون أن يعفى عن إساءتكم ، فاعتبروا بعفو الله عنكم ، ألا ترون أن شمسه أشرقت على الابرار و الفجار منكم و أن مطره ينزل على الصالحين و الخاطئين منكم ، فإن كنتم لا تحبون إلا من أحبكم و لا تحسنون إلا إلى من أحسن إليكم و لا تكافئون إلا من أعطاكم فما فضلكم إذا على غيركم و قد يصنع هذا السفهاء الذين ليست عندهم فضول ( 1 ) و لا لهم أحلام . و لكن إن أردتم أن تكونوا أحباء الله و أصفياء الله فأحسنوا إلى من أساء إليكم و اعفوا عمن ظلمكم و سلموا على من أعرض عنكم ، إسمعوا قولي و احفظوا وصيتي و ارعوا عهدي كيما تكونوا علماء فقهاء . بحق أقول لكم : إن قلوبكم بحيث تكون كنوزكم ( 2 ) - و لذلك الناس يحبون أموالهم و تتوق إليها أنفسهم ( 3 ) - فضعوا كنوزكم في السماء حيث لا يأكلها السوس و لا ينالها اللصوص . بحق أقول لكم : إن العبد لا يقدر على أن يخدم ربين و لا محالة أنه يؤثر أحدهما على الآخر و إن جهد ، كذلك لا يجتمع لكم حب الله وحب الدنيا . بحق أقول لكم : إن شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها و طلبها و جهد عليها حتى لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل ، و ما ذا يغني عن الاعمى سعة نور الشمس و هو لا يبصرها ، كذلك لا يغني عن العالم علمه إذ هو لم يعمل به . ما أكثر ثمار الشجر و ليس كلها ينفع و يؤكل . و ما أكثر العلماء و ليس كلهم ينتفع بما علم . و ما أوسع