تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الظالم ثم لم يغيره فهو كفاعله ( 1 ) ، و كيف يهاب الظالم و قد أمن بين أظهركم لا ينهى و لا يغير عليه و لا يؤخذ على يديه فمن أين يقصر الظالمون أم كيف لا يغترون ، فحسب أن يقول أحدكم : لا أظلم و من شاء فليظلم و يرى الظلم فلا يغيره . فلو كان الامر على ما تقولون لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالهم حين تنزل بهم العثرة في الدنيا . ويلكم يا عبيد السوء كيف ترجون أن يؤمنكم الله من فزع يوم القيامة و أنتم تخافون الناس في طاعة الله و تطيعونهم في معصيته و تفون لهم بالعهود الناقضة لعهده . بحق أقول لكم : لا يؤمن الله من فزع ذلك اليوم من اتخذ العباد أربابا من دونه . ويلكم يا عبيد السوء من أجل دنيا دنية و شهوة ردية تفرطون في ملك الجنة و تنسون هول يوم القيامة . ويلكم يا عبيد الدنيا من أجل نعمة زائلة و حياة منقطعة تفرون من الله و تكرهون لقاءه ، فكيف يحب الله لقاءكم و أنتم تكرهون لقاءه ، فإنما يحب الله لقاء من يحب لقاءه و يكره لقاء من يكره لقاءه . و كيف تزعمون أنكم أوليآء الله من دون الناس و أنتم تفرون من الموت و تعتصمون بالدنيا . فماذا يغني عن الميت