تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و إيداؤه إياهم شاهد على ألا أداة فيه ، لشهادة الادوات بفاقة المؤدين . و ابتداؤه إياهم دليل على ألا ابتداء له . لعجز كل مبتدء عن إبداء غيره . أسماؤه تعبير و أفعاله تفهيم . و ذاته حقيقة . و كنهه تفرقة بينه و بين خلقه ، قد جهل الله من استوصفه . و تعداه من مثله . و أخطأه اكتنهه ( 1 ) ، فمن قال : أين فقد بوأه . و من قال : فيم فقد ضمنه . و من قال : إلى م فقد نهاه . و من قال : لم فقد علله ( 2 ) . و من قال : كيف ، فقد شبهه . و من قال : إذ ، فقد وقته . و من قال : حتى فقد غياه ( 3 ) . و من غياه فقد جزأه . و من جزأه فقد وصفه ، و من وصفه فقد ألحد فيه و من بعضه فقد عدل عنه . لا يتغير الله بتغيير المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود ، أحد لا بتأويل عدد ، صمد لا بتبعيض بدد ، ( 4 ) باطن لا بمداخلة ، ظاهر لا بمزايلة ، متجل لا باشتمال رؤية ، لطيف لا بتجسم ، فاعل لا باضطراب حركة ، مقدر لا بجول فكر [ ة ] ، مدبر لا بحركة ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة ، قريب لا بمداناة ، بعيد لا بمسافة ، موجود لا بعد عدم ، لا تصحبه الاوقات و لا تتضمنه الاماكن و لا تأخذه