تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لا دين إلا بمعرفة و لا معرفة إلا بتصديق و لا تصديق إلا بتجريد التوحيد و لا توحيد إلا بالاخلاص و لا إخلاص مع التشبيه و لا نفى مع إثبات الصفات و لا تجريد إلا باستقصاء النفي كله ، إثبات بعض التشبيه يوجب الكل و لا يستوجب كل التوحيد ببعض النفي دون الكل و الاقرار نفي الانكار و لا ينال الاخلاص بشيء من الانكار ، كل موجود في الخلق لا يوجد في خالقه و كل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه ، لا تجري عليه الحركة و لا يمكن فيه التجزية و لا الاتصال ، و كيف يجري عليه ما هو أجراه أو يعود إليه ما هو ابتدأه أو يحدث فيه ما هو أحدثه إذا لتفاوتت ذاته و لتجزأ كنهه و لامتنع من الازل معناه و لما كان للازل معنى إلا معنى الحدث و لا للبارىء إلا معنى المبروء ( 1 ) ، لو كان له وراء لكان له أمام و لو التمس التمام إذا لزمه النقصان و كيف يستحق اسم الازل من لا يمتنع من الحدث و كيف يستأهل الدوام من تنقله الاحوال و الاعوام و كيف ينشئ الاشياء من لا يمتنع من الاشياء ( 2 ) إذا لقامت فيه آلة المصنوع و لتحول دليلا بعد أن كان مدلولا عليه و لاقترنت صفاته بصفات ما دونه ، ليس في محال القول حجة و لا في المسألة عنها جواب ( 3 ) . - هذا مختصر منها - ( 4 ) .