وما أكثر تحريفات الفضل في الأخبار والروايات وكلمات العلماء، بزيادة أو نقيصة، وهو في نفس الوقت يتّهم العلاّمة والشيعة بالاختلاق والافتراء، ونحن نذكر من ذلك موارد، ليزداد الباحث المنصف بصيرةً واطّلاعاً على واقع حال الفضل وقومه:
قال العلاّمة ـ في مبحث أنّ الأنبياء معصومون، في ذكر ما في كتب القوم من الإهانة والقدح في الأنبياء ـ: " وفي الصحيحين، عن عبـد الله بن عمر: أنّه كان يحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه دعا زيد بن عمرو بن نفيل، وذلك قبل أن ينزل الوحي على رسول الله، فقدّم إليه رسول الله سفرةً فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثمّ قال: إنّي لا آكل ما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل ممّا لم يذكر اسم الله عليه ".قال العلاّمة: " فلينظر العاقل: هل يجوز له أنْ ينسب نبيّه إلى عبادة الأصنام والذبح على الأنصاب ويأكل منه، وأنّ زيد بن عمرو بن نفيل كان أعرف بالله منه وأتمّ حفظاً ورعاية لجانب الله تعالى ; نعوذ بالله من هذه الاعتقادات الفاسدة "(1).فقال الفضل:" من غرائب ما يستدلّ به على ترك أمانة هذا الرجل وعدم الاعتماد والوثوق على نقله: رواية هذا الحديث. فقد روى بعض الحديث ليستدلّ به على مطلوبه، وهو الطعن في رواية الصحاح، وما ذكر تمامه، وتمام 1- نهج الحقّ: 155، وانظر: دلائل الصدق 1 / 662.