ثانياً ـ التعاطف مع بني أُميّة ومناوئي أمير المؤمنين:
والفضل وإنْ كان يتظاهر في كتابه بحبّ أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام، ويعترف ببعض مناقبهم وفضائلهم، لكنّه يحاول الدفاع عن خصومهم وتبرئة مناوئيهم عن المثالب، وتبرير أو تهوين ما صدر عنهم تجاه النبيّ وأهل بيته الأطهار، ولا بأس بإيراد طرف من نصوص عباراته في ذلك:1 ـ عائشـة:
فمثلا نجده يقول عن خروج عائشة ضدّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، تقود الجيوش لحربه في البصرة، ما هذا لفظه:" إنّها خرجت محتسبةً، لأنّ قتلة عثمان قتلوا الإمام وهتكوا حرمة الإسلام، فخرجت تريد الاحتساب وأخطأت في هذا الخروج مع الاجتهاد، فيكون الحقّ مع عليّ، وهي لم تكن عاصيةً، للاجتهاد... بل ذكر أرباب الأخبار أنّ بعد الفراغ من وقعة الجمل، دخل عليٌّ على عائشة، فقالت عائشة: ما كان بيني وبينك إلاّ ما يكون بين المرأة وأحمائها! فقال أمير المؤمنين: والله ما كان إلاّ هذا. وهذا يدلّ على نفي العداوة... "(1).فاقرأ واحكم في دين هذا الرجل وعقله بما يقتضيه العلم بالقرآن والأحكام الشرعية ومجريات الأُمور.1- دلائل الصدق 3 / 614 ـ 615.