8 ـ ضرب عثمان عمّـار بن ياسـر:
وقال الفضل: " وضرب عمّار بن ياسر ممّا لا رواية به في كتاب من الكتب، ونحن نقول في جملته: إنّ هذه الأخبار وقائع عظيمة تتوفّر الدواعي على نقلها وروايتها، أترى جميع أرباب الروايات سكتوا عنه إلاّ شرذمة يسيرة من الروافض؟! ولقد صدق مأمون الخليفة حيث قال: أربعة في أربعة... والكذب في الروافض... "(1).أقـول:إنْ كان هذا الخبر كذباً، فالقوم أكذب من غيرهم ; لأنّهم يكذبون على الخلفاء الراشدين عندهم!!إنّ خبر ضرب عثمان عمّار بن ياسر رضي الله عنه موجود في أشهر كتب القوم في التواريخ والسير، وغيرها..قال ابن عبـد ربّه: " ومن حديث الأعمش ـ يرويه أبو بكر بن أبي شيبة ـ قال: كتب أصحاب عثمان عيبه وما ينقم الناس عليه، في صحيفة، فقالوا من يذهب بها إليه؟ فقال عمار: أنا. فذهب بها إليه، فلمّا قرأها قال: أرغم الله أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر. قال: فقام إليه فوطئه حتّى غشي عليه. ثمّ ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزبير يقولان له: اختر إحدى ثـلاث، إمّا أن تعفو، وإمّا أن تـأخذ الأرش، وإمّا أن تـقتصّ. فـقال: والله لا قبلت واحدة منها حتّى ألقى الله. قال أبو بكر: فذكرت هذا الحديث1- دلائل الصدق 3 / 287.