336 ـ (ع) الوليد بن مسلم، مولى بني أُميّـة، أبو العبّـاس الدمشقي، عالم الشام(2):
قال (د): روى عن مالك عشرة أحاديث لا أصل لها.وقال أبو مُسْهِر: كان [الوليد] يأخذ من [ابن](3) أبي السَـفَر حديثَ الأوزاعي، وكان [ابن](4) أبي السَفَر كذّاباً(5).1- قول النسائي هذا ليس من مختصّات " تهذيب التهذيب " فقد ورد أيضاً في ترجمة الوليد من " ميزان الاعتدال ".2- ميزان الاعتدال 7 / 141 رقم 9413، تهذيب التهذيب 9 / 167 رقم 7737.3 و 4- ما بين المعقوفتين أثبتـناه من ميزان الاعتدال وتهذيب الكمال 19 / 462 ; وكان في الموضع الثاني من الأصل: " أبو السَفَر " فصحّحناه إعرابياً وفق ما تمّ إضافته.5- وقد جاءت الجملة في ترجمة الوليد من سير أعلام النبلاء 9 / 215 هكذا: " كان الوليدُ يأخذُ من ابن أبي السَـفَر حديثَ الأوزاعي، وكان كذّاباً، والوليدُ يقول فيها: قال الأوزاعي ".والمقصـود بـ: " ابن أبي السَـفَر " هنا هو: عبـد الله بن سـعيد بن يُـحْـمِـد، المتوفّى في حكومـة مـروان الحمـار، آخـر ملـوك بنـي أُميّـة، المقـتـول سـنـة 132 هـ.إذ إنّ أباه أبا السَـفَر سعيداً كان قد توفّي سنة 113 هـ ; وحفيـده أحمـد بن عبـد الله بن محمّـد بن عبـد الله بن سـعيد، قـد توفّـي سـنة 258 هـ، فـلا يمكـن للوليد بن مسـلم ـ المولود سنة 119 هـ، والمتوفّى سنة 194 هـ ـ أن يأخذ حديث الأوزاعي (80 ـ 158 هـ) من أحدهما.فـلا بُـدّ ـ والحال هذه ـ أن يكون المراد هو من عيّـنّاه، حتّى يمكنه أخـذ الحديث من الأوزاعي.فإنْ كان الوصف بالكذب ـ في جملة " وكان كـذّاباً " ـ عائـداً على ابن أبي السَفَر ـ وهو مقتضى قواعد العطف اللغوي ـ، فهو مناقض لتوثيق علماء القوم لابن أبي السَفَر عبـد الله بن سعيد بن يُحْمِد!! كما هو واضح من ترجمته في مصادرهم ; فانظر ذلك ـ مثلا ـ في: الطبقات الكبرى 6 / 329 رقم 2512، الجرح والتعديل 5 / 71 رقم 337، تهذيب التهذيب 4 / 322 رقم 3446، تهذيب الكمال 10 / 186 رقم 3291.وإنْ كان الوصف بالكذب عائداً على الوليد بن مسلم، فهو مناقض أيضاً لتوثيقه من قِبل علمائهم!! كما هو ظاهر ترجمته في كتبهم ; انظر ذلك ـ مثلا ـ في: الطبقات الكبرى 7 / 326 رقم 3926، الجرح والتعديل 9 / 16 رقم 70، الإرشاد في معرفة علماء الحديث: 114، تهذيب الأسماء واللغات 2 / 147 رقم 231، ميزان الاعتدال، تهذيب التهذيب، تقريب التهذيب، تهذيب الكمال 19 / 455 رقم 7331، سير أعلام النبلاء 9 / 211 رقم 60، تذكرة الحفّاظ 1 / 302 رقم 282.فوقع علماؤهم في التناقض من جهتين، إذ إنّ نقلهم هذا الوصف، وسكوتهم عنه ـ الظاهر في الارتضاء له ـ، ينافي التوثيق، سواء كان المراد هو الوليد أو ابن أبي السَفَر!! فـلاحـظ.