أثر علم الكلام في التشيّع: - دلائل الصدق لنهج الحق جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العلم في يوم من الأيّام من أسباب ضعف المسلمين وهزيمتهم، بل كان ـ متى ما استخدم على حقيقته واتّبعت أساليبه الصحيحة ـ من أسباب وحدة المسلمين ورصّ صفوفهم وصمودهم أمام الخصوم.إنّا لا ننكر أن بعض المتكلّمين اتّخذوا علم الكلام وسيلةً لتوجيه عقائدهم الباطلة وأفكارهم الفاسدة، إلاّ أنّ هذا لا يختصّ بعلم الكلام، فقد اتُّخِذ غيرُه من العلوم الإسلامية وسيلة للأهداف والأغراض المخالفة للحقّ والدين، وهذا لا يسوّغ اتّهام "العِلم"، بل على الناس أن يفرّقوا بين المتكلّمين، فيعرفوا المحقّ منهم فيتّبعوه ويعرفوا المُغرض فيحذروه.وإنّنا لنعتقد أنّ طرح لمسائل الخلافية بين العلماء، ثمّ عرضها على الكتاب والسُنّة والعقل السليم والمنطق الصحيح المقبول لدى العقلاء، وتحكيم الأدلّة المتينة والحجج المعتبرة، هو من خير الطرق لتحقيق الوحدة بين المسلمين...وهذا هو الغرض الذي لأجله أُسّس علم الكلام، فهذا العلم في الحقيقة يدعو إلى الوحدة والوئام، ويحذّر من التفرّق والخصام، فهو لا يتنافى مع وحدة المسلمين وحسب، بل من أسبابها ووسائلها إن استخدام على الطريقة الصحيحة وابتُغي به الحقّ والصواب، وباللّه التوفيق.أثر علم الكلام في التشيّع:
وكما ذكرنا.. فإنّه إذا كان الاستدلال منطقياً والبحث سليماً، وكانت
الأدلّة مستندة إلى ما لا محيص عن قبوله والتسليم به، فلا شكّ في تأثيره