دلائل الصدق لنهج الحق جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أيكون لنا الأمر من بعدك؟فقال: الأمر إلى اللّه يضعه حيث شاء.فقال له: أنقاتل العرب دونك ـ وفي رواية: أنهدف نحورنا للعرب دونك، أي: نجعل نحورنا هدفاً لنيلهم ـ فإذا أظهرك اللّه كان الأمر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك. وأبوا عليه"(1).فإنّ هذا الخبر جديرٌ بالملاحظة الدقيقة..لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ حين عرض نفسه على تلك القبيلة ودعاهم إلى التوحيد ـ في أصعب الظروف وأشقّها، إنّه كان يطلب من القوم ـ حسب هذا الأخبار ـ أن يؤمنوا به ويحموه من كيد المشركين وأذاهم... "فيردّون عليه صلّى عليه وآله وسلّم أقبح الردّ، يقولون له: أُسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتّبعوك".إنه(صلى الله عليه وآله) كان يعينه حتّى الرجل الواحد يؤمن به ويتّبعه ويمنعه من أن يلحقه الأذى من قريش وغيرها.ومع كلّ هذا، فلمّا طلبت منه تلك القبيلة أن يعِدَهم برئاسة إن أظفره اللّه على من خالفه! أجاب بكلّ صراحة وبلا أيّ تردّد: "الأمر إلى اللّه يضعه حيث شاء" أي: ليس أمر خلافته من بعده بيده، كما لم يكن أمر نبوّته بيده..إن هذا الخبر لَمن أقوى الأدلّة السمعية على إنّ نصب الإمام بيد اللّه سبحانه وتعالى، وليس الأمر بيد الرسول فضلا عن أن يترك إلى الناس!!