دلائل الصدق لنهج الحق جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
في إمارة الشام... ثم ولاّه عثمان الشام وأضافه ما فتحه من بلاد الروم، وكان على ولايتها مدّة خلافة عثمان بن عفّان. ثمّ لمّا تولّى الخلافة أمير المؤمنين عليّ عزله من إمارة الشام...ومذهب أهل السُـنّة والجماعة: إنّ الإمام الحقّ بعد عثمان كان عليّ ابن أبي طالب، ولا نزاع لأحد من أهل السُـنّة في هذا، وإنّ كلّ من خرج على عليّ كانوا بغاةً، على الباطل، ولكن كانوا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ينبغي أن يُحفظ اللسان عنهم، ويُكَـفّ عن ذِكرهم وما جرى بين الصحابة، لأنّه يورث الشحناء ويثير البغضاء، ولا فائدة في ذِكره.وأمّا ما ذكره من مطاعن معاوية فلا اهتمام لنا أصلا بالذبّ عنه، فإنّه لم يكن من الخلفاء الراشدين حتّى يكون الذبّ عنه موجباً لإقامة سُـنّة الخلفاء وذبّ الطعن عن حريمهم، ليقتدوا بهم الناس، ولا يشكّوا في كونهم الأئمّة، لأنّ معظم الإسلام منوط بآرائهم، فإنّهم كانوا خلفاء النبوّة ووارثي العلم والولاية.وأمّـا معاوية فإنّـه كـان مـن ملـوك الإسـلام، والملـوك في أعمالهـم لا يخلون عن المطاعن، ولكن كـفّ اللسان عنهم أَوْلى، لأنّ ذِكـر مطاعنـه لا تتعلّق به فائدة ما أصلا... وقد قال رسول الله: لا تذكروا موتاكم إلاّ بالخير... "(1).