دلائل الصدق لنهج الحق جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أقـول:في هذا الكلام، ينـصّ الفضل على عدم اهتمامهم بالذبّ عن معاوية، لكنّ أبناء تيميّة وحجر وكثير والعربي وأمثالهم يهتمّون الاهتمام البالغ بالذبّ عنه، ولو سلّمنا صدق الفضل ـ ولو في حقّ نفسه في الأقلّ ـ في عدم الاهتمام بالذبّ عن معاوية والجواب عن مطاعنه، فقد وجدنا في كلامه المذكور:1 ـ يصف معاوية بـ " كاتب وحي رسول الله "، وهو ما يزعمه أولياؤه له، وهو ممّا لا أساس له من الصحّة، ولا نصيب له من الحقيقة..2 ـ يدعو إلى الكفّ وحفظ اللسان عنه، بل يرى أولوية ذِكره بالخير، ولذا قال ـ في جواب رواية العلاّمة " إنّ معاوية قتل أربعين ألفاً من المهاجرين والأنصار وأولادهم.. "(1)، وروايته دخول أروى بنت الحارث ابن عبـد المطّلب على معاوية وقولها له: " لقد كفرت النعمة، وأسأت لابن عمّك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقّك... "(2) ـ: " إنّ هذه الحكايات والأخبار التي لم تصحّ بها رواية، ولم يقم بصحّتها برهان، ترك ذِكرها أَوْلى وأليق، سيّما أنّها متضمّنة لنشر الفواحش وعظام هذه الجماعة رميمة، ولم يبق لهم آثار... "(3).3 ـ ويقول بأنّه رجل من الصحابة وصحبته ثابتة، مشيراً إلى ما كرّره في كتابه من وجوب تعظيم الصحابة كلّهم! ومن ذلك قوله: " مذهب عامّة العلماء أنّه يجب تعظيم الصحابة كلّهم، والكفّ عن القدح فيهم، لأنّ الله عظّمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه... والرسول قد أحبّهم وأثنى