سنه 10 فبلغ ذلك نفرا من بنى الضبيب قوم رفاعةممن كان اسلم و أجاب، فنفروا الى الهنيد وابنه، فيهم من بنى الضبيب النعمان بن ابىجعال، حتى لقوهم، فاقتتلوا، و انتمى يومئذقره بن اشقر الضفارى ثم الضليعى، فقال: اناابن لبنى، و رمى النعمان بن ابى جعال بسهمفأصاب ركبته، فقال حين اصابه: خذها و اناابن لبنى- و كانت له أم تدعى لبنى- قال: و قدكان حسان بن مله الضبيبى قد صحب دحية بنخليفه الكلبى قبل ذلك، فعلمه أم الكتاب،فاستنقذوا ما كان في يد الهنيد و ابنه عوص،فردوه على دحية، فسار دحية حتى قدم علىرسول الله، فاخبره خبره، و استسقاه دمالهنيد و ابنه، فبعث اليهم رسول الله زيدبن حارثة- و ذلك الذى هاج غزوه زيد جذاما، وبعث معه جيشا- و قد وجهت غطفان من جذام كلهاو وائل و من كان من سلامان و سعد بن هذيمحين جاءهم رفاعة بن زيد بكتاب رسول الله،فنزلوا بالحرة، حره الرجلاء، و رفاعة بنزيد بكراع ربه و لم يعلم، و معه ناس من بنىالضبيب و سائر بنى الضبيب بواد من ناحيهالحره مما يسيل مشرقا، و اقبل جيش زيد بنحارثة من ناحيه الاولاج، فاغار بالفضافضمن قبل الحره، و جمعوا ما وجدوا من مال واناس، و قتلوا الهنيد و ابنه و رجلين منبنى الأحنف، و رجلا من بنى خصيب، فلما سمعتبذلك بنو الضبيب و الجيش بفيفاء مدان، ركبحسان بن مله على فرس لسويد بن زيد يقال لهاالعجاجة، و انيف بن مله على فرس لمله، يقاللها رغال، و ابو زيد بن عمرو على فرس لهيقال لها شمر، فانطلقوا حتى إذا دنوا منالجيش، قال ابو زيد لانيف بن مله: كف عنا وانصرف، فانا نخشى لسانك، فانصرف فوقفعنهما، فلم يبعدا منه، فجعل فرسه تبحثبيدها و توثب، فقال: لأنا أضن بالرجلين منكبالفرسين، فارخى لها حتى أدركهما، فقالاله: اما إذ فعلت ما فعلت، فكف عنا لسانك ولا تشامنا اليوم، و تواطئوا الا يتكلممنهم الا حسان بن مله، و كانت