سنه 11 يا ايها الناس، انما انا مثلكم، و انى لاادرى لعلكم ستكلفوننى ما كان رسول الله (ص)يطيق، ان الله اصطفى محمدا على العالمين وعصمه من الآفات، و انما انا متبع و لستبمبتدع، فان استقمت فتابعونى، و ان زغتفقوموني، و ان رسول الله (ص) قبض و ليس احدمن هذه الامه يطلبه بمظلمة ضربه سوط فمادونها، الا و ان لي شيطانا يعتريني، فإذاأتاني فاجتنبوني، لا أؤثر في اشعاركم وابشاركم، و أنتم تغدون و تروحون في اجل قدغيب عنكم علمه، فان استطعتم الا يمضى هذاالأجل الا و أنتم في عمل صالح فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك الا بالله، فسابقوا فيمهل آجالكم من قبل ان تسلمكم آجالكم الىانقطاع الاعمال، فان قوما نسوا آجالهم، وجعلوا اعمالهم لغيرهم، فإياكم ان تكونواأمثالهم الجد الجد! و الوحا الوحا! والنجاء النجاء! فان وراءكم طالبا حثيثا،أجلا مره سريع احذروا الموت، و اعتبروابالآباء و الأبناء و الاخوان، و لا تغبطواالأحياء الا بما تغبطون به الأموات. و قام أيضا فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:ان الله عز و جل لا يقبل من الاعمال الا مااريد به وجهه، فاريدوا الله بأعمالكم، واعلموا ان ما اخلصتم لله من اعمالكم فطاعهأتيتموها، و خطا ظفرتم به، و ضرائباديتموها، و سلف قدمتموه من ايام فانيةلأخرى باقيه، لحين فقركم و حاجتكم اعتبرواعباد الله بمن مات منكم، و تفكروا فيمن كانقبلكم اين كانوا أمس، و اين هم اليوم! اينالجبارون! و اين الذين كان لهم ذكر القتالو الغلبه في مواطن الحروب! قد تضعضع بهمالدهر، و صاروا رميما، قد تركت عليهمالقالات، الخبيثات للخبيثين، و الخبيثونللخبيثات و اين الملوك الذين أثاروا الارضو عمروها، قد بعدوا و نسى ذكرهم، و صارواكلا شي ء الا ان الله قد ابقى عليهمالتبعات، و قطع عنهم الشهوات، و مضوا والاعمال اعمالهم، و الدنيا دنيا غيرهم، وبقينا خلفا بعدهم، فان نحن اعتبرنا بهمنجونا، و ان اغتررنا كنا مثلهم! اين الوضاءالحسنه وجوههم، المعجبون بشبابهم! صارواترابا، و صار ما فرطوا فيه حسره عليهم! اينالذين بنوا المدائن و حصنوها بالحوائط، وجعلوا فيها الأعاجيب! قد تركوها