سنه 11 من لم يعافه مبتلى، و كل من لم يعنه اللهمخذول، فمن هداه الله كان مهتديا، و مناضله كان ضالا، قال الله تعالى: «من يهدالله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليامرشدا»، و لم يقبل منه في الدنيا عمل حتىيقربه، و لم يقبل منه في الآخرة صرف و لاعدل. و قد بلغنى رجوع من رجع منكم عن دينه بعدان اقر بالإسلام و عمل به، اغترارا بالله،و جهاله بامره، و اجابه للشيطان، قال اللهتعالى: «و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لادمفسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امرربه ا فتتخذونه و ذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا» و قال: «انالشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعوحزبه ليكونوا من اصحاب السعير»، و انىبعثت إليكم فلانا في جيش من المهاجرين والانصار و التابعين باحسان، و امرته الايقاتل أحدا و لا يقتله حتى يدعوه الى داعيهالله، فمن استجاب له و اقر و كف و عمل صالحاقبل منه و اعانه عليه، و من ابى امرت انيقاتله على ذلك، ثم لا يبقى على احد منهمقدر عليه، و ان يحرقهم بالنار، و يقتلهم كلقتله، و ان يسبى النساء و الذراري، و لايقبل من احد الا الاسلام، فمن اتبعه فهوخير له، و من تركه فلن يعجز الله و قد امرترسولي ان يقرا كتابي في كل مجمع لكم، والداعيه الاذان، فإذا اذن المسلمونفأذنوا كفوا عنهم، و ان لم يؤذنواعاجلوهم، و ان أذنوا اسالوهم ما عليهم،فان أبوا عاجلوهم، و ان أقروا قبل منهم، وحملهم على ما ينبغى لهم. فنفذت الرسل بالكتب امام الجنود، و خرجتالأمراء و معهم العهود: بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من ابىبكر خليفه رسول الله (ص) لفلان حين بعثهفيمن بعثه لقتال من رجع عن الاسلام، و عهداليه ان يتقى الله ما استطاع في امره كلهسره و علانيته، و امره بالجد في امر الله،