سنه 8
ودع عبد الله بن رواحه مع من ودع من أمراءرسول الله (ص) بكى، فقالوا له: ما يبكيك يابن رواحه؟ فقال: اما و الله ما بي حبالدنيا، و لا صبابه بكم، و لكنى سمعت رسولالله يقرا آيه من كتاب الله يذكر فيهاالنار: «و ان منكم الا واردها كان على ربكحتما مقضيا».
فلست ادرى كيف لي بالصدر بعد الورود! فقالالمسلمون: صحبكم الله و دفع عنكم، و ردكمإلينا صالحين، فقال عبد الله بن رواحه:
لكنني اسال الرحمن مغفره
او طعنه بيدي حران مجهزه
حتى يقولوا إذا مروا على جدثى
ارشدكالله من غاز و قد رشدا!
و ضربه ذات فرغتقذف الزبدا
بحربه تنفذالأحشاء و الكبدا
ارشدكالله من غاز و قد رشدا!
ارشدكالله من غاز و قد رشدا!
ثم ان القوم تهيئوا للخروج، فجاء عبد اللهبن رواحه الى رسول الله (ص) فودعه، ثم خرجالقوم، و خرج رسول الله يشيعهم، حتى إذاودعهم و انصرف عنهم، قال عبد الله بنرواحه:
خلف السلام على امرئ ودعته
في النخل خيرمشيع و خليل
في النخل خيرمشيع و خليل
في النخل خيرمشيع و خليل
ثم مضوا حتى نزلوا معان من ارض الشام،فبلغ الناس ان هرقل قد نزل ماب من ارضالبلقاء في مائه الف من الروم، و انضمتاليه المستعربه من لخم و جذام و بلقين وبهراء و بلى في مائه الف منهم، عليهم رجلمن بلى، ثم احد اراشه، يقال له: مالك بنرافله، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا علىمعان ليلتين، ينظرون في امرهم، و قالوا:نكتب الى رسول الله و نخبره بعدد عدونا،فاما ان يمدنا برجال، و اما ان يأمرنابامره فنمضى له فشجع الناس عبد الله بنرواحه، و قال: يا قوم، و الله ان الذىتكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهاده، و مانقاتل الناس بعدد و لا قوه و لا كثره، مانقاتلهم الا بهذا الدين الذى أكرمنا اللهبه، فانطلقوا، فإنما هي احدى