سنه 12 و نصاراهم، فاقبل فلما طلع على جابانباليس، قالت الأعاجم لجابان: ا نعاجلهم أم نغدى الناس و لا نريهم انانحفل بهم، ثم نقاتلهم بعد الفراغ؟ فقال جابان: ان تركوكم و التهاون بكمفتهاونوا، و لكن ظني بهم ان سيعجلونكم ويعجلونكم عن الطعام فعصوه و بسطوا البسط ووضعوا الاطعمه، و تداعوا إليها، و توافواعليها فلما انتهى خالد اليهم، وقف و امربحط الاثقال، فلما وضعت توجه اليهم، و وكلخالد بنفسه حوامى يحمون ظهره، ثم بدر امامالصف، فنادى: اين ابجر؟ اين عبد الأسود؟اين مالك بن قيس؟ رجل من جذره، فنكلوا عنه جميعا الا مالكا،فبرز له، فقال له خالد: يا بن الخبيثة، ما جراك على من بينهم، وليس فيك وفاء! فضربه فقتله، و اجهض الأعاجمعن طعامهم قبل ان يأكلوا، فقال جابان: ا لماقل لكم يا قوم! اما و الله ما دخلتنى منرئيس وحشه قط حتى كان اليوم، فقالوا حيث لميقدروا على الاكل تجلدا: ندعها حتى نفرغمنهم، و نعود إليها. فقال جابان: و أيضا اظنكم و الله لهموضعتموها و أنتم لا تشعرون، فالانفأطيعوني، سموها، فان كانت لكم فأهونهالك، و ان كانت عليكم كنتم قد صنعتم شيئا،و ابليتم عذرا فقالوا: لا، اقتدارا عليهمفجعل جابان على مجنبتيه عبد الأسود وابجر، و خالد على تعبئته في الأيام التيقبلها، فاقتتلوا قتالا شديدا، و المشركونيزيدهم كلبا و شده ما يتوقعون من قدوم بهمنجاذويه، فصابروا المسلمين للذي كان في علمالله ان يصيرهم اليه، و حرب المسلمونعليهم، و قال خالد: اللهم ان لك على انمنحتنا اكتافهم الا استبقى منهم أحداقدرنا عليه حتى اجرى نهرهم بدمائهم! ثم انالله عز و جل كشفهم للمسلمين، و منحهماكتافهم، فامر خالد مناديه، فنادى فيالناس: الاسر الاسر! لا تقتلوا الا منامتنع، فاقبلت الخيول بهم أفواجامستاسرين يساقون سوقا، و قد وكل بهم رجالايضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهميوما و ليله، و طلبوهم الغد و بعد الغد،