سنه 13 ابن الوليد سوى سته آلاف ثبتوا مع عكرمهردءا بعد خالد بن سعيد، فكانوا سته واربعين ألفا، و كل قتالهم كان على تساند،كل جند و اميره، لا يجمعهم احد، حتى قدمعليهم خالد من العراق و كان عسكر ابى عبيدهباليرموك مجاورا لعسكر عمرو بن العاص، وعسكر شرحبيل مجاورا لعسكر يزيد بن ابىسفيان، فكان ابو عبيده ربما صلى مع عمرو، وشرحبيل مع يزيد. فاما عمرو و يزيد فإنهما كانا لا يصليانمع ابى عبيده و شرحبيل، و قدم خالد بنالوليد و هم على حالهم تلك، فعسكر على حده،فصلى باهل العراق، و وافق خالد بن الوليدالمسلمين و هم متضايقون بمدد الروم، عليهمباهان، و وافق الروم و هم نشاط بمددهم،فالتقوا، فهزمهم الله حتى ألجأهم وامدادهم الى الخنادق- و الواقوصة احدحدوده- فلزموا خندقهم عامه شهر، يحضضهمالقسيسون و الشمامسه و الرهبان و ينعونلهم النصرانية، حتى استبصروا. فخرجوا للقتال الذى لم يكن بعده قتالمثله، في جمادى الآخرة. فلما احس المسلمون خروجهم، و أرادواالخروج متساندين، سار فيهم خالد بنالوليد، فحمد الله و اثنى عليه، و قال: انهذا يوم من ايام الله، لا ينبغى فيه الفخرو لا البغى أخلصوا جهادكم، و اريدوا اللهبعملكم، فان هذا يوم له ما بعده، و لاتقاتلوا قوما على نظام و تعبئة، على تساندو انتشار، فان ذلك لا يحل و لا ينبغى و انمن وراءكم لو يعلم علمكم حال بينكم و بينهذا، فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذيترون انه الرأي من واليكم و محبته، قالوا:فهات، فما الرأي؟ قال: ان أبا بكر لميبعثنا الا و هو يرى انا سنتياسر، و لو علمبالذي كان و يكون، لقد جمعكم ان الذى أنتمفيه أشد على المسلمين مما قد غشيهم، و انفعللمشركين من امدادهم، و لقد علمت انالدنيا فرقت بينكم، فالله الله، فقد افردكل رجل منكم ببلد من البلدان لا ينتقصه منهان دان لأحد من أمراء الجنود، و لا يزيدهعليه ان