سنه 13
فإنها المهالك الا ما دفع الله، ابغنىعشرين جزورا عظاما سمانا مسان.
فأتاه بهن خالد، فعمد اليهن رافع فظماهن،حتى إذا اجهدهن عطشا اوردهن فشربن حتى إذاتملان عمد اليهن، فقطع مشافرهن، ثم كعمهنلئلا يجتررن، ثم اخلى ادبارهن.
ثم قال لخالد: سر، فسار خالد معه مغذابالخيول و الاثقال، فكلما نزل منزلا افتظأربعا من تلك الشوارف، فاخذ ما فياكراشها، فسقاه الخيل، ثم شرب الناس مماحملوا معهم من الماء، فلما خشي خالد علىاصحابه في آخر يوم من المفازة قال لرافع بنعميرة و هو ارمد: ويحك يا رافع! ما عندك؟قال أدركت الري ان شاء الله، فلما دنا منالعلمين، قال للناس: انظروا هل ترون شجيرهمن عوسج كقعده الرجل؟ قالوا: ما نراها.
قال: انا لله و انا اليه راجعون! هلكتم والله إذا و هلكت، لا ابالكم! انظروا،فطلبوا فوجدوها قد قطعت و بقيت منها بقية،فلما رآها المسلمون كبروا و كبر رافع بنعميرة، ثم قال: احفروا في أصلها، فحفروافاستخرجوا عينا، فشربوا حتى روى الناس،فاتصلت بعد ذلك لخالد المنازل، فقال رافع:
و الله ما وردت هذا الماء قط الا مرهواحده، وردته مع ابى و انا غلام، فقال شاعرمن المسلمين:
لله عينا رافع انى اهتدى
خمسا إذا ما سارها الجيش بكى
ما سارهاقبلك انسى يرى
فوز من قراقرالى سوى!
ما سارهاقبلك انسى يرى
ما سارهاقبلك انسى يرى
فلما انتهى خالد الى سوى، اغار على اهله- وهم بهراء- قبيل الصبح، و ناس منهم يشربونخمرا لهم في جفنه قد اجتمعوا عليها، ومغنيهم يقول:
ا لا عللانى قبل جيش ابى بكر
لعلمنايانا قريب و ما ندري
لعلمنايانا قريب و ما ندري
لعلمنايانا قريب و ما ندري