سنه 13 يعلموا بما صنعت الروم، وحلت خيولهم، ولقوا فيها عناء، ثم سلمهم الله- و سميتبيسان ذات الردغة لما لقى المسلمون فيها-ثم نهضوا الى الروم و هم بفحل، فاقتتلوافهزمت الروم، و دخل المسلمون فحلا و لحقترافضه الروم بدمشق، فكانت فحل في ذيالقعده سنه ثلاث عشره، على سته اشهر منخلافه عمر و اقام تلك الحجه للناس عبدالرحمن بن عوف. ثم ساروا الى دمشق و خالد على مقدمهالناس، و قد اجتمعت الروم الى رجل منهميقال له باهان بدمشق- و قد كان عمر عزل خالدبن الوليد و استعمل أبا عبيده على جميعالناس- فالتقى المسلمون و الروم فيما حولدمشق، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم اللهالروم، و أصاب منهم المسلمون، و دخلتالروم دمشق، فغلقوا أبوابها و جثمالمسلمون عليها فرابطوها حتى فتحت دمشق، وأعطوا الجزية، و قد قدم الكتاب على ابىعبيده بامارته و عزل خالد، فاستحيا ابوعبيده ان يقرئ خالدا الكتاب حتى فتحتدمشق، و جرى الصلح على يدي خالد، و كتبالكتاب باسمه فلما صالحت دمشق لحق باهان-صاحب الروم الذى قاتل المسلمين- بهرقل وكان فتح دمشق في سنه اربع عشره في رجب، واظهر ابو عبيده امارته و عزل خالد، و قدكان المسلمون، التقوا هم و الروم ببلديقال له عين فحل بين فلسطين و الأردن،فاقتتلوا به قتالا شديدا، ثم لحقت الرومبدمشق. و اما سيف- فيما ذكر السرى، عن شعيب، عنه،عن ابى عثمان، عن خالد و عباده- فانه ذكر فيخبره ان البريد قدم على المسلمين منالمدينة بموت ابى بكر و تأمير ابى عبيده، وهم باليرموك، و قد التحم القتال بينهم وبين الروم. و قص من خبر اليرموك و خبر دمشق غير الذىاقتصه ابن إسحاق، و انا ذاكر بعض الذى اقتصمن ذلك: كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد،عن ابى عثمان، عن ابى سعيد، قال: لما قامعمر رضى عن خالد بن سعيد و الوليد بن عقبهفاذن لهما بدخول المدينة، و كان ابو بكر قدمنعهما لفرتهما التي فراها و ردهما