سنه 13 يا ايها الناس، لا يعظمن عليكم هذا الوجه،فانا قد تبحبحنا ريف فارس، و غلبناهم علىخير شقي السواد و شاطرناهم و نلنا منهم، واجترأ من قبلنا عليهم، و لها ان شاء اللهما بعدها و قام عمر رحمه الله في الناس،فقال: ان الحجاز ليس لكم بدار الا على النجعة، ولا يقوى عليه اهله الا بذلك، اين الطراءالمهاجرون عن موعود الله! سيروا في الارضالتي وعدكم الله في الكتاب ان يورثكموها،فانه قال: «ليظهره على الدين كله»، و اللهمظهر دينه، و معز ناصره، و مولى اهلهمواريث الأمم اين عباد الله الصالحون!فكان أول منتدب ابو عبيد بن مسعود، ثم ثنىسعد بن عبيد- او سليط ابن قيس- فلما اجتمعذلك البعث، قيل لعمر: امر عليهم رجلا منالسابقين من المهاجرين و الانصار قال: لا والله لا افعل، ان الله انما رفعكم بسبقكم وسرعتكم الى العدو، فإذا جبنتم و كرهتماللقاء، فاولى بالرئاسة منكم من سبق الىالدفع، و أجاب الى الدعاء! و الله لا اؤمرعليهم الا اولهم انتدابا. ثم دعا أبا عبيد، و سليطا و سعدا، فقال:اما انكما لو سبقتماه لوليتكما و لادركتمابها الى ما لكما من القدمه فامر أبا عبيدعلى الجيش، و قال لأبي عبيد: اسمع من اصحابالنبي (ص) و سلم، و اشركهم في الأمر، و لاتجتهد مسرعا حتى تتبين، فإنها الحرب، والحرب لا يصلحها الا الرجل المكيث الذىيعرف الفرصة و الكف و قال رجل من الانصار:قال عمر رضى الله عنه لأبي عبيد: انه لميمنعني ان اؤمر سليطا الا سرعته الىالحرب، و في التسرع الى الحرب ضياع الا عنبيان، و الله لو لا سرعته لامرته، و لكنالحرب لا يصلحها الا المكيث. كتب الى السرى بن يحيى، عن شعيب بنابراهيم، عن سيف بن عمر، عن المجالد، عنالشعبى، قال: قدم المثنى بن حارثة على ابىبكر سنه ثلاث عشره، فبعث معه بعثا قد كانندبهم ثلاثا، فلم ينتدب له احد حتى انتدبله ابو عبيد ثم سعد بن عبيد، و قال ابو عبيدحين انتدب: