سنه 13
فاعترضاه فأخذهما اسيرين، و خرج اهل اليسعلى أصحابهما، فاتوه بهم اسراء، و عقد لهمبها ذمه و قدمهما، و قال: أنتما غررتماأميرنا، و كذبتماه و استفززتماه فضربأعناقهما، و ضرب اعناق الأسراء، ثم رجعالى عسكره و هرب ابو محجن من اليس، و لميرجع مع المثنى، و كان جرير بن عبد الله وحنظله بن الربيع و نفر استأذنوا خالدا منسوى، فاذن لهم، فقدموا على ابى بكر، فذكرله جرير حاجته، فقال: اعلى حالنا، و اخرهبها، فلما ولى عمر دعاه بالبينه، فأقامها،فكتب له عمر الى عماله السعاة في العربكلهم: من كان فيه احد ينسب الى بجيله فيالجاهلية، و ثبت عليه في الاسلام يعرف ذلكفاخرجوه الى جرير و وعدهم جرير مكانا بينالعراق و المدينة و لما اعطى جرير حاجته فياستخراج بجيله من الناس فجمعهم فاخرجواله، و امرهم بالموعد ما بين مكة و المدينةو العراق، فتتاموا، قال لجرير:
اخرج حتى تلحق بالمثنى، فقال: بل الشام،قال: بل العراق، فان اهل الشام قد قووا علىعدوهم، فأبى حتى اكرهه، فلما خرجوا له وامرهم بالموعد عوضه لاكراهه و استصلاحاله، فجعل له ربع خمس ما أفاء الله عليهم فيغزاتهم هذه له و لمن اجتمع اليه، و لمناخرج له اليه من القبائل، و قال:
اتخذونا طريقا، فقدموا المدينة، ثم فصلوامنها الى العراق ممدين للمثنى، و بعث عصمهبن عبد الله من بنى عبد بن الحارث الضبيفيمن تبعه من بنى ضبة، و قد كان كتب الى اهلالرده، فلم يواف شعبان احد الا رمى بهالمثنى .