سنه 13 فتوافوا اليه في جمع عظيم، و بلغ رستم والفيرزان ذلك، و اتتهم العيون به و بماينتظرون من الامداد، و اجتمعا على انيبعثا مهران الهمذاني، حتى يريا منرأيهما، فخرج مهران في الخيول و امراهبالحيرة، و بلغ المثنى الخبر و هو معسكربمرج السباخ بين القادسية و خفان في الذينامدوه من العرب عن خبر بشير و كنانه- و بشيريومئذ بالحيرة- فاستبطن فرات بادقلى، وارسل الى جرير و من معه: انا جاءنا امر لمنستطع معه المقام حتى تقدموا علينا،فعجلوا اللحاق بنا، و موعدكم البويب. و كان جرير ممدا له، و كتب الى عصمه و منمعه، و كان ممدا له بمثل ذلك، و الى كل قائداظله بمثل ذلك، و قال: خذوا على الجوف،فسلكوا القادسية و الجوف، و سلك المثنىوسط السواد، فطلع على النهرين ثم علىالخورنق، و طلع عصمه على النجف، و من سلكمعه طريقه، و طلع جرير على الجوف و من سلكمعه طريقه، فانتهوا الى المثنى، و هو علىالبويب، و مهران من وراء الفرات بازائه،فاجتمع عسكر المسلمين على البويب مما يلىموضع الكوفه اليوم، و عليهم المثنى و همبإزاء مهران و عسكره فقال المثنى لرجل مناهل السواد: ما يقال للرقعه للتي فيهامهران و عسكره؟ قال: بسوسيا فقال: اكدىمهران و هلك! نزل منزلا هو البسوس، و اقامبمكانه حتى كاتبه مهران: اما ان تعبرواإلينا، و اما ان نعبر إليكم، فقال المثنى:اعبروا، فعبر مهران، فنزل على شاطئ الفراتمعهم في الملطاط، فقال المثنى لذلك الرجل:ما يقال لهذه الرقعة التي نزلها مهران وعسكره؟ قال: شوميا- و ذلك في رمضان- فنادىفي الناس: انهدوا لعدوكم، فتناهدوا، و قدكان المثنى عبى جيشه، فجعل على مجنبتيهمذعورا و النسير، و على المجرده عاصما، وعلى الطلائع عصمه، و اصطف الفريقان، و قامالمثنى فيهم خطيبا، فقال: انكم صوام، و الصوم مرقه و مضعفه، و انىارى من الرأي ان تفطروا ثم تقووا بالطعامعلى قتال عدوكم قالوا: نعم، فأفطروا،فابصر رجلا يستوفز و يستنتل من الصف، فقال:ما بال هذا؟ قالوا: هو ممن فر من