سنه 13 البيوت، فبث غارته، فقتلوا المقاتله، وسبوا الذرية، و استاقوا الأموال، و إذا همبنو ذي الرويحله، فاشترى من كان بينالمسلمين من ربيعه السبايا بنصيبه منالفي ء، و أعتقوا سبيهم، و كانت ربيعه لاتسبى إذ العرب يتسابون في جاهليتهم و اخبرالمثنى ان جمهور من سلك البلاد قد انتجعواالشط، شاطئ دجلة، فخرج المثنى، و علىمقدمته في غزواته هذه بعد البويب كلهاحذيفة بن محصن الغلفانى، و على مجنبتيهالنعمان بن عوف بن النعمان و مطرالشيبانيان، فسرح في ادبارهم حذيفة واتبعه، فادركوهم بتكريت دوينها من حيثطلبوهم يخوضون الماء، فأصابوا ما شاءوا منالنعم، حتى أصاب الرجل خمسا من النعم، وخمسا من السبى، و خمس المال، و جاء به حتىينزل على الناس بالأنبار، و قد مضى فرات وعتيبة في وجوههما، حتى أغاروا على صفين وبها النمر و تغلب متساندين، فأغاروا عليهمحتى رموا بطائفة منهم في الماء، فناشدوهمفلم يقلعوا عنهم، و جعلوا ينادونهم: الغرقالغرق! و جعل عتيبة و فرات يذمرون الناس، وينادونهم: تغريق بتحريق- يذكرونهم يوما منايامهم في الجاهلية احرقوا فيه قوما منبكر بن وائل في غيضه من الغياض- ثم انكفئواراجعين الى المثنى، و قد غرقوهم. و لما تراجع الناس الى عسكرهم بالأنبار وتوافى بها البعوث و السرايا، انحدر بهمالمثنى الى الحيرة، فنزل بها و كانت تكونلعمر رحمه الله العيون في كل جيش، فكتب الىعمر بما كان في تلك الغزاة، و بلغه الذىقال عتيبة و فرات يوم بنى تغلب و الماء،فبعث إليهما فسألهما، فأخبراه انهما قالاذلك على وجه انه مثل، و انهما لم يفعلا ذلكعلى وجه طلب ذحل الجاهلية، فاستحلفهما،فحلفا انهما ما أرادا بذلك الا المثل واعزاز الاسلام، فصدقهما و ردهما حتى قدماعلى المثنى