سنه 14 كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه باسنادهما، قالا: كان سعد بن ابى وقاصعلى صدقات هوازن، فكتب اليه عمر فيمن كتباليه بانتخاب ذوى الرأي و النجده ممن كانله سلاح او فرس، فجاءه كتاب سعد: انى قدانتخبت لك الف فارس مؤد كلهم له نجده وراى، و صاحب حيطة يحوط حريم قومه، و يمنعذمارهم، اليهم انتهت احسابهم و رأيهم،فشأنك بهم و وافق كتابه مشورتهم، فقالوا:قد وجدته، قال: فمن؟ قالوا: الأسد عاديا،قال: من؟ قالوا: سعد، فانتهى الى قولهمفأرسل اليه، فقدم عليه، فأمره على حربالعراق و اوصاه فقال: يا سعد، سعد بنىوهيب، لا يغرنك من الله ان قيل خال رسولالله (ص) و صاحب رسول الله، فان الله عز و جللا يمحو السيئ بالسيئ، و لكنه يمحو السيئبالحسن، فان الله ليس بينه و بين احد نسبالا طاعته، فالناس شريفهم و وضيعهم في ذاتالله سواء، الله ربهم و هم عباده،يتفاضلون بالعافية، و يدركون ما عندهبالطاعة فانظر الأمر الذى رايت النبي (ص)عليه منذ بعث الى ان فارقنا فالزمه فانهالأمر هذه عظتى إياك ان تركتها و رغبت عنهاحبط عملك، و كنت من الخاسرين. و لما اراد ان يسرحه دعاه، فقال: انى قدوليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي فإنك تقدمعلى امر شديد كريه لا يخلص منه الا الحق،فعود نفسك و من معك الخير، و استفتح به واعلم ان لكل عاده عتادا، فعتاد الخيرالصبر، فالصبر على ما اصابك او نابك،يجتمع لك خشيه الله. و اعلم ان خشيه الله تجتمع في امرين: فيطاعته و اجتناب معصيته، و انما أطاعه منأطاعه ببغض الدنيا و حب الآخرة، و عصاه منعصاه بحب الدنيا