سنه 14 لما كان يوم السكر، لبس رستم درعين ومغفرا و أخذ سلاحه، و امر بفرسه فاسرج،فاتى به فوثب، فإذا هو عليه لم يمسه و لميضع رجله في الركاب، ثم قال: غدا ندقهمدقا، فقال له رجل: ان شاء الله، فقال: و ان لم يشأ! كتب الى السرى بن يحيى، عنشعيب، عن سيف، عن محمد و طلحه و زيادباسنادهم، قالوا: قال رستم: انما ضغاالثعلب حين مات الأسد- يذكرهم موت كسرى- ثمقال لأصحابه: قد خشيت ان تكون هذه سنهالقرود و لما عبر اهل فارس أخذوا مصافهم، وجلس رستم على سريره و ضرب عليه طيارة، وعبى في القلب ثمانية عشر فيلا، عليهاالصناديق و الرجال، و في المجنبتين ثمانيةو سبعه، عليها الصناديق و الرجال، و اقامالجالنوس بينه و بين ميمنته و البيرزانبينه و بين ميسرته، و بقيت القنطرة بينخيلين من خيول المسلمين و خيول المشركين،و كان يزدجرد وضع رجلا على باب ايوانه، إذسرح رستم، و امره بلزومه و اخباره، و آخرحيث يسمعه من الدار، و آخر خارج الدار، وكذلك على كل دعوه رجلا، فلما نزل رستم، قالالذى بساباط: قد نزل، فقاله الآخر حتى قالهالذى على باب الإيوان، و جعل بين كلمرحلتين على كل دعوه رجلا، فكلما نزل وارتحل او حدث امر قاله، فقاله الذى يليه،حتى يقوله الذى يلى باب الإيوان، فنظم مابين العتيق و المدائن رجالا، و ترك البرد،و كان ذلك هو الشان. و أخذ المسلمون مصافهم، و جعل زهره و عاصمبين عبد الله و شرحبيل، و وكل صاحب الطلائعبالطراد، و خلط بين الناس في القلب والمجنبات، و نادى مناديه: الا ان الحسد لايحل الا على الجهاد في امر الله يا ايهاالناس، فتحاسدوا و تغايروا على الجهاد وكان سعد يومئذ لا يستطيع ان يركب و لايجلس، به حبون، فإنما هو على وجهه في صدرهو ساده، هو مكب عليها، مشرف على الناس منالقصر، يرمى بالرقاع فيها امره و نهيه،