سنه 15 يتواصون فيما بينهم، و يقولون: تمسكوافإنهم حفاه، فإذا أصابهم البرد تقطعتاقدامهم مع ما يأكلون و يشربون، فكانتالروم تراجع، و قد سقطت اقدام بعضهم فيخفافهم، و ان المسلمين في النعال ما اصيباصبع احد منهم، حتى إذا انخنس الشتاء، قامفيهم شيخ لهم يدعوهم الى مصالحه المسلمينقالوا: كيف و الملك في سلطانه و عزه، ليسبيننا و بينهم شي ء! فتركهم، و قام فيهمآخر فقال: ذهب الشتاء، و انقطع الرجاء، فماتنتظرون؟ فقالوا: البرسام، فإنما يسكن في الشتاء ويظهر في الصيف، فقال: ان هؤلاء قوم يعانون،و لان تاتوهم بعهد و ميثاق، خير من انتؤخذوا عنوه، اجيبونى محمودين قبل انتجيبوني مذمومين! فقالوا: شيخ خرف، و لاعلم له بالحرب. و عن اشياخ من غسان و بلقين، قالوا: أثابالله المسلمين على صبرهم ايام حمص ان زلزلباهل حمص، و ذلك ان المسلمين ناهدوهم،فكبروا تكبيره زلزلت معها الروم فيالمدينة، و تصدعت الحيطان، ففزعوا الىرؤسائهم و ذوى رأيهم، فقالوا: الا ترون الىعذاب الله! فاجابوهم: لا يطلب الصلح غيركم،فاشرفوا فنادوا: الصلح الصلح! و لا يشعرالمسلمون بما حدث فيهم، فاجابوهم و قبلوامنهم على انصاف دورهم، و على ان يتركالمسلمون اموال الروم و بنيانهم، لاينزلونه عليهم، فتركوه لهم، فصالح بعضهمعلى صلح دمشق على دينار و طعام، على كلجريب ابدا ايسروا او اعسروا و صالح بعضهمعلى قدر طاقته، ان زاد ماله زيد عليه، و اننقص نقص، و كذلك كان صلح دمشق و الأردن،بعضهم على شي ء ان ايسروا و ان اعسروا، وبعضهم على قدر طاقته، و ولوا معاملة ما جلاملوكهم عنه. و بعث ابو عبيده السمط بن الأسود في بنىمعاويه، و الاشعث بن مئناس في السكون، معهابن عابس، و المقداد في بلى، و بلالا وخالدا في الجيش، و الصباح