سنه 9 و شكا في الحق، و ارجافا بالرسول، فانزلالله تبارك و تعالى فيهم: «و قالوا لاتنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لوكانوا يفقهون» الى قوله: «جزاء بما كانوا يكسبون». ثم ان رسول الله (ص) جد في سفره، فامر الناسبالجهاز و الانكماش، و حض اهل الغنى علىالنفقة و الحملان في سبيل الله، و رغبهم فيذلك، فحمل رجال من اهل الغنى فاحتسبوا، وانفق عثمان ابن عفان في ذلك نفقه عظيمه لمينفق احد اعظم من نفقته. ثم ان رجالا من المسلمين أتوا رسول الله،و هم البكاءون، و هم سبعه نفر من الانصار وغيرهم، فاستحملوا رسول الله، و كانوا اهلحاجه، فقال: «لا أجد ما احملكم عليه تولوا و اعينهمتفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون»قال: فبلغني ان يامين بن عمير بن كعبالنضري لقى أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل، و هما يبكيان، فقاللهما: ما يبكيكما؟ قالا: جئنا رسول اللهليحملنا، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه، وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج معه،فأعطاهما ناضحا فارتحلاه، و زودهما شيئامن تمر، فخرجا مع رسول الله (ص)