مأساة الدعاة والمبلّغين - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مأساة الدعاة والمبلّغين

وأصبح الناس دون ماء فعطشوا حتى كاد أن يقطع رقابهم، لدرجة أنّهم
شربوا الماء من كروش إبلهم بعد نحرها. فأرسل اللّه سبحانه وتعالى سحابة
أمطرت فارتوى الناس.

وحدث أن ضلّت ناقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببعض الطريق،
فخرج أصحابه في طلبها، فقال أحد المنافقين: أليس محمّد يزعم أنّه نبيّويخبركم
عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
: «إنّ رجلاً قال: هذا محمّد يخبركم أنّه نبي ويزعم أنّه يخبركم بأمر السماء وهو لا
يدري أين ناقته؟ وإنّي واللّه ما أعلم إلاّما علمني اللّه، وقد دلّني اللّه عليها،وهي في
هذا الوادي في شعب كذا، وقد حبَستْها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها».
فذهب بعض الصحابةوأحضروها.

كما تنبّأ (صلى الله عليه وآله وسلم) بحياة أبي ذر و كيفية موته فقال: «رحم
اللّه أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده». وقد تحقّقت نبوءته «صلى
الله عليه وآله وسلم» بعد 23 عاماً حينما نفي إلى الربذة في الشام، وتوفي هناك
وحيداً إلاّ من أهله.

مأساة الدعاة والمبلّغين

كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعث بمجموعات من المبلغين
والدعاة إلى القبائل داعياً لهم إلى التوحيد وإلى الدين الاِسلامي، وقد تألّف هوَلاء
من قرّاء القرآن الكريم والعارفين بالاَحكام الاِسلامية والتعاليم النبوية، أبدوا
استعداداً تاماً لاَداء مهامهم الصعبة حتى لو كلّفت حياتهم.

ومن القبائل التي تقدمت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تطلب إرسال

عدد من هوَلاء الدعاة : قبيلتا عضل والقارة: «إنّ فينا إسلاماً فاشياً، فابعث معنا نفراً
من أصحابنا يُقْرِئوننا القرآن ويفقهوننا في الاِسلام»، فتكونت جماعة منهم بقيادة:
مرثد بن أبي مرثد الغَنوي، ساروا حتى وصلوا ماء الرجيع التي تقطن عنده قبيلة
هذيل، فكشفوا عن نواياهم الشريرة بقتلهم والغدر بهم، إلاّ أنّ المبلغين استعدوا
للقتال، فقال العدو: ما نريد قتالكم وما نريد إلاّ أن نصيب منكم من أهل مكة ثمناً،
ولكم عهد اللّه وميثاقه لا نقتلكم. فردّعليه أحدهم: إنّي نذرت أن لا أقبل جوار
مشرك. أو قالوا: واللّه لا نقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً. ولذا فقد قاتلوا القوم
قتال الاَبطال فاستشهدوا إلاّ ثلاثة منهم: زيد بن دثنّة، خبيب بن عدي، و عبد اللّه
بن طارق البلوي، إذ أنَّهم استسلموا فأوثقوهم،ولكن عبد اللّه ندم على فعله
فقاتلهم ثانية حتى قتل فدفن بمر الظهران. أمّا الآخران فباعوهما في مكّة، حيث
اشترى صفوان بن أُميّة، زيد بن دثنّة وقتله ثأراً لاَبيه. فقام أوّل شيء بحبسه في
الحديد، وكان يتهجد بالليل و يصوم النهار، ثمّ أخرجه إلى التنعيم ليصلبه على
مرأى من الناس، فطلب أن يصلي ركعتين، ثمّحملوه على الخشبة وقالوا له: يا زيد
إرجع عن دينك المحدث واتّبع ديننا ونرسلك، فيقول: واللّه لا أفارق ديني أبداً.

فقال له أبو سفيان: أنشدك باللّه يا زيد أيسرّك أنّمحمّداً في أيدينا مكانك
وأنت في بيتك؟ فقال زيد بشجاعة: ما يسرني أنّ محمّداً أُشيك بشوكة وإنّي في
بيتي وجالس في أهلي. فأثّرت كلماته في نفس«أبي سفيان» فقال: ما رأينا أصحاب
رجل قطّ أشدّ حبّاً في أصحاب محمّد بمحمد. فصلبوه شهيداً دفاعاً عن العقيدة
وحياض الدين.

أمّا خبيب فقد حبسوه فترة من الوقت ثمّ قرروا قتله صلباً أيضاً. فخرجوا به
إلى التنعيم، وخرجت جماعة من النساء والصبيان و العبيد ومن أهل مكّة، فقال

/ 104