2. معركة بدر - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2. معركة بدر

الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك وشق عليه، فانتظر فرجاً و وحياً من
جانب اللّه، حتى نزلت الآية: (قَدْنَرْى تَقَلُّبَ وَجْهكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبلَةً
تَرضاها) .(1) فكان تغيير القبلة واحداً من مظاهر الابتعاد عن اليهود و اجتنابهم، كما
أنّاتّخاذ الكعبة قبلة، كان من شأنه كسب رضا العرب واستمالة قلوبهم، وترغيبهم
في الاِسلام، تمهيداً لاعتناق دين التوحيد، ونبذ الاَصنام، وخاصة أنّالكعبة كانت
موضع احترام العرب وتقديسهم منذ أن رفع النبي إبراهيم (عليه السلام) قواعدها.

وقد تمّ التحويل خلال الركعة الثانية من صلاة الظهر، حين أخذ جبرائيل
(عليه السلام) يد النبيص وأداره نحو المسجد الحرام،فتبعه الرجال والنساء في
المسجد، فتوجه الرجال مكان النساء واتخذت النساء مكان الرجال.(2)

2. معركة بدر

كان من أساليب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحروب، جمع
المعلومات حول استعدادات العدو، ومدى تهيّئه و مكان تواجده و تمركزه،
ومعنويات أفراده، وهي مسائل تحظى بالاَهمية في المجال العسكري حتى اليوم.
وحيث إنّ المعلومات التي تجمعت لدى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
توَكد أنّ قافلة كبرى لقريش شارك فيها كلّ أهل مكّة بأموالهم، ويحمل بضائعها
ألف بعير،وتقيّم بخمسين ألف دينار، ويقودها أبو سفيان بن حرب، في أربعين
رجلاً، وحيث إنّ أموال المسلمين كانت قد صودرت في مكة على أيدي قريش،
فإنّ الوقت كان مناسباً للمسلمين لاستعادة أموالهم، بالاحتفاظ بأموال قريش إلى
أن يعيدوا إليهم أموالهم المصادرة، وإلاّ فإنّهم يتصرفون في هذا المال كغنائم


1 . البقرة:144.

2 . بحار الاَنوار: 19|201.

حرب يقسمونها فيما بينهم.

ولذا فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في 313 رجلاً، كان منهم
82 من المهاجرين، و170 من الخزرج،و61 من الاَوس، في يوم الاثنين الثامن من
شهر رمضان، قاصداً تحقيق ذلك الهدف، وعقد رايتين سلم إحداهما إلى مصعب
بن عمير و الاَُخرى وهي العقاب إلى الاِمام علي (عليه السلام) ، فوصل إلى «وادي
ذفران».(1)

ونظراً لتخوف أبي سفيان من التعرض لهجوم من جانب المسلمين، فقد
أرسل أحد رجاله إلى مكّة يستغيث بهم لنصرته، ممّا دعا أهلها إلى الاستعداد
والتجهّز للخروج بقيادة روَسائهم وعظمائهم. وكان ذلك مفاجأة للنبي «صلى الله
عليه وآله وسلم» الذي لم يعدّ رجاله للحرب والمواجهة العسكرية، بل لهجوم
يحصل منه على الاَموال المصادرة. فعقد مجلساً للشورى استطلع فيه آراء رجاله
في الانسحاب من الموقع إلى المدينة، أو مجابهة العدو القائم عسكرياً؟ فاتّفق
الجميع على المواجهة بالسير لملاقاة العدو رغم عددهم القليل، فتحركوا نحو
بدر.(2)

وبالاَُسلوب العسكري السليم عرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكان
العدو، وعددهم وزعماءهم كما عرف موعد وصولهم إلى ماء بدر. فقال لاَصحابه:
«هذه مكة قد ألقت إليكم بأفلاذ كبدها».(3)

إلاّ أنّ أبا سفيان علم بملاحقة المسلمين له ومطاردتهم لقافلته،فابتعد عن
بدر عند رجوعه من الشام واتّخذ جهة ساحل البحر الاَحمر،وبعث أحدهم يخبر
قريشاً بإمكانية الاِفلات من يد محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه،ولكنّ


1 . كانت تمر به قافلة قريش التجارية، ويقع على مرحلتين من بدر.

2 . المغازي للواقدي:1|48؛ السيرة النبوية:1|615.

3 . السيرة النبوية:1|617.

«أبا جهل» أصرّ على مواصلة التقدم نحو يثرب وعدم الرجوع إلى مكة قائلاً: واللّه
لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم عليه ثلاثاً، فننحر الجُزُر ـ الاَباعر ـ و نطعم الطعام
ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان والمغنيات،وتسمع بنا العرب وبمسيرنا
وجمعنا،فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها. وكان لكلماته أثرها في تشجيعهم على
السير نحو المدينة، فنزلوا في بدر.

أمّا في الجانب الاِسلامي فقد تقدّم الحباب بن المنذر باقتراح،على السير
إلى أدنى ماء من القوم، ودفن العين والآبار، وبناء حوض يُملاَ بالماء يستخدمونه
للشرب، كما اقترح سعد بن معاذ بناء برج عسكري يقود منه النبيالعمليات
العسكرية، ويشرف على سيرها،فيكون مأمناً له من كيد الاَعداء.

أمّا قريش فقد تحركت باتجاه بدر صباح يوم 17 من شهر رمضان،
فاستطلعوا أخبار المسلمين، فعرفوا عددهم وعدتهم. إلاّ أنّه حدث انقسام في
الرأي بينهم، حول الموقع، حين دعا بعض زعمائهم إلى ترك الموقع والعودة إلى
مكة دون إجراء أي قتال أو إبداء أي عمل عدائي ضدّ المسلمين، كان من بينهم:
عتبة بن ربيعة، الذي طلب منهم العودة إلى مكّة دون حرب، إلاّ أنّ أبا جهل تمكّن
من تغيير الموقف لصالح الحرب فحمّسهم للقتال.

وكان التقليد المتَّبع عند العرب في الحروب، أن يُبدأ القتال بالمبارزات
الفردية، ثمّتقع بعدها الحملات الجماعية، فدعا ثلاثة من صناديد قريش،
المسلمين إلى المبارزة وهم: عتبة ، و شيبة، وهما ابنا ربيعة بن عبد شمس، والوليد
بن عتبة بن ربيعة، فخرج إليهم من المسلمين ثلاثة من الاَنصار هم: عوف و معاذ
ابنا الحارث، و عبد اللّه بن رواحة. إلاّ أنّ قريشاً رفضت منازلتهم وطلبت أفراداً من
مكة، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عبيدة بن الحارث وحمزة و علياً

بالمبارزة. فبارز حمزة شيبة، وبارز عبيدة عتبة، وعليّ بارز الوليد، ثمّ اتّجه حمزة
وعلي بعد الفراغ من قتل خصميهما إلى عتبة وقتلاه. وبعد هذه المبارزة بدأ
الهجومُ العام وتزاحفوا،فعدّل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصفوف ورجع
إلى العريش ـ برج القيادة ـ فكان ينزل بين الحين والآخر ويحرضهم على القتال
والمقاومة، فقد كان لكلماته أثرها العميق في النفس، والشوق إلى الجنّة بالشهادة.

أمّا خسائر الحرب، في الاَرواح والاَموال، فإنّ المسلمين فقدوا 14 رجلاً،
بينما قُتل من المشركين سبعون، وأُسر منهم سبعون، كان من أبرزهم: النضر بن
الحارث، عقبة بن أبي معيط، وسهيل بن عمرو، و العباس بن عبد المطلب، وأبو
العاص بن الربيع ـ صهر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

وقد دفن شهداء بدر في جانب من أرض المعركة،ولا تزال قبورهم
موجودة، أمّا قتلى المشركين فأمر الرسولبإلقائهم في البئر، ووقفص عليها
فخاطب القتلى قائلاً: «يا أهل القليب، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني
وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس، ثمّقال:
هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّاً، فإنّي قد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً».(1)

ثمّ صلّى العصر بالناس وغادر أرض المعركة ـ أرض بدر ـ قبل غروب
الشمس،وقسّم الغنائم بينهم أثناء الطريق على قدم المساواة ومنح ذوي الشهداء
أسهماً منها، كما وزع خمسها على المشاركين في المعركة، فربما لم تكن آية


1 . السيرة النبوّية:1|639؛ السيرة الحلبية:2|180. إنّ مسألة محادثة الرسول «صلى الله عليه
وآله وسلم» مع روَوس الشرك في البئر من مسلّمات التاريخ والحديث، وقد أشار إليه كثير من
الموَرّخين والمحدّثين، أبرزهم:صحيح البخاري ج 5 في معركة بدر ؛ صحيح مسلم:8، كتاب
الجنة؛ سنن النسائي:4، باب أرواح الموَمنين؛ مسند الاِمام أحمد:2|131؛ المغازي:1|112؛ بحار
الاَنوار:19|346.

الخمس قد نزلت بعد آنذاك، أو فعل ذلك لمصلحة خاصة.

كما قرر أسهماً لاَشخاص لم يحضروا المعركة، لاَسباب خاصة بهم منعتهم
من الاشتراك فيها، أو لمهمات خاصة أُنيطوا بها في المدينة والطرقات. وبعث عبد
اللّه ابن رواحة، وزيد بن حارثة، إلى المدينة يبشرون أهلها بالانتصار، إلاّ أنّهما
علما هناك بوفاة ابنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجة عثمان بن عفان،
فامتزجت الاَفراح بالاَحزان، في الوقت الذي تخوف فيه المشركون واليهود
والمنافقون من الانتصار الكبير من جانب آخر.

أمّا بالنسبة لاشتراك العباس بن عبدالمطلب في المعركة، فإنّ ذلك كان أمراً
خاصاً، لاَنّه كان قد أسلم وكتم إسلامه مخافة قومه وكره خلافهم مثل أخيه أبي
طالب، فكان يساعد النبي ص ويخبره بمخططات العدو ونوايا وتحركاته
واستعدادته، مثلما عمل في معركة أُحد.

وفي مكة، تحولت بيوتها إلى مأتم كبير وناحت قريش على قتلاها، إلاّ أنّأبا
سفيان منعهم من النوح والبكاء على القتلى، وحثّهم على الاستعداد للثأر والانتقام
من محمدوأصحابه، فقال: الدهن والنساء عليّ حرام حتى أغزو محمّداً.

وقد ساعدت عوامل كثيرة في انتصارالمسلمين ببدر، كان أهمّها:

1.عدم معرفة المسلمين بما لدى المشركين من إمكانيّات بشرية و قتالية،
فواجهوا الاَمر الواقع وتعاملوا من دون أن يثبطهم شيء.

2. تقليل عد المسلمين في أعين المشركين، وعدد المشركين في أعين
المسلمين في أوّل القتال، و تكثير عدد المسلمين في أعين الكفّار أثناء الحرب.

/ 104