إسلام عدي بن حاتم
فأبدله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّالنبي لنور يستضاء به....وقيل إنّالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كساه بردة كانت عليه، طلبهامعاوية في زمنه، فقال كعب: ما كنت لاَُوثر بثوب رسول اللّه أحداً. فلمّا مات كعب
اشتراها معاوية من أولاده بعشرين ألف درهم. ثمّ تداولها حكّام بني أُميّة والعباس
بعد ذلك.إسلام عدي بن حاتمبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 150 فارساً على رأسهم الاِمام علي
(عليه السلام) إلى أرض طيء ليحطم صنم طيء و يهدم بيته، فنجح في مهمته،
وفرّ عدي بن حاتم الطائي رئيس القبيلة إلى الشام، ويقول هو في ذلك: «فكنت
إمرءاً شريفاً، وكنت نصرانياً، وأسير في قومي بالمرباع ـ أخذ الربع من الغنائم لاَنّه
سيدهم ـ وكنت ملكاً في قومي لما كان يُصنع بي. فلمّا سمعت برسول اللّه «صلى
الله عليه وآله وسلم» كرهته فقلت لغلام راعياً لاِبلي: إذا سمعت بجيش محمد قد
وطىَ هذه البلاد فآذنّي. ففعل و قال: فإنّي قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا:
هذه جيوش محمّد. فاحتملت بأهلي وولدي وقلت: ألحق بأهل ديني من
النصارى بالشام،وتركت أُختي في قومي».وقد ظفر المسلمون بأُخته في سبايا طيء إلى النبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» الذي أبلغوه عن هروبه إلى الشام. فوضعوها في مكان بباب المسجد،
فكانت تقول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما تراه: يا رسول اللّه هلك
الوالد وغاب الوافد، فامنُن عليّ منّ اللّه عليك. قال (صلى الله عليه وآله وسلم)
:«ومن وافدك؟» قالت: عدي بن حاتم. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) :« الفار
من اللّه ورسوله». وكررت عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) قولها ثلاث مرّات،
فقال لها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى
تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثمّ آذنيني». ولمّا
قررت السفر مع جماعة من قومها قالت: فكساني رسول اللّه «صلى الله عليه وآله
وسلم» وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام. ولما وصلت
عند أخيها، أخذت تلومه: القاطع الظالم، احتملت أهلك وولدك، وتركت بقية
والدك، عورتك. فقال لها: لا تقولي إلاّخيراً فواللّه مالي من عذر. ثمّ سألها: ماذا
ترين عن أمر هذا الرجل ـ أي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: أرى واللّه
أن تلحق به سريعاً، فإن يكن الرجل نبياً فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكاً فلن
تذلّ في عزّ اليمن وأنت أنت. فقال: واللّه إنّ هذا هو الرأي.وعندما قدم إلى المدينة، اصطحبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى
بيته، وأجلسه على وسادة طيّبة، وجلس هو على الاَرض. فقلت في نفسي: واللّه ما
هذا بأمر ملك. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إيه يا عدي بن حاتم، ألم تكن
ركوسياً ـ وهو دين بين النصارى و الصابئين ـ؟» قلت: بلى. فقال:« أو لم تكن تسير
في قومك بالمرباع؟» قلت: بلى. فعرفت أنّه نبيّمرسل يعلم ما يُجهل.فقد تنبأ أمامه بالرخاء وسعة المال للمسلمين،وازدياد عددهم، ومساحة
الاَرض التي يحصلون عليها، وسيطرتهم على الملك، و العيش بالقصور البيض
من أرض بابل. فأسلم عدي بن حاتم. ورأى بعينيه بعد فترة، القصور البيض في
بابل و قد فتحت، والمرأة تخرج من القادسية على بعيرها لتحجّالبيت الحرام دون
خوف.و كان عدي يقول: قد مضت اثنتان و بقيت الثالثة... وأيم اللّه لتكونن الثالثة،
ليفيضنّ المال حتى لا يوجد من يأخذه.