2ـ غزوة حمراء الاَسد - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2ـ غزوة حمراء الاَسد

باقي الرماة وكانوا عشرة من خمسين، ثمّ هاجم المسلمين الغافلين عن الوضع
السّيىَ والذين انشغلوا بجمع الغنائم، فتفرقت جموعهم، و اجتمع جنود قريش
الهاربون فقاتلوا المسلمين قتالاً ضارياً، حتى قُتِلَ منهم سبعون رجلاً. وعندما قتل
أحد أبطال المشركين من قريش، حامل لواء الاِسلام : «مصعب بن عمير» ظنّ أنّه
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فصاح: قتلت محمداً. فانتشر الخبر بين
المسلمين وقريش الذين سرّوا بذلك فصاحوا: ألا قد قتل محمد. فاضطر
المسلمون ـ بعد انفراط القيادة ، وإشاعة الفوضى والهرج والمرج في الجيش ـ إلى
أن يهرب معظمهم إلى الجبل تاركين أرض المعركة، إلاّعدداً قليلاً منهم.

وكان خمسة من صناديد قريش قد تعاهدوا على أن يضعوا نهاية لحياة
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مهما كلّفهم الاَمر، وهم:

1.عبد اللّه بن شهاب، الذي جرح جبهة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

2.عتبة بن أبي وقاص، الذي رمى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأحجار
فكسر رباعيته.

3. ابن قميئة الليثي، الذي رمى وجنتي الرسول وجرحهما.

4.عبد اللّه بن حميد، الذي حمل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقتله أبو دجانة بطل الاِسلام.

5.أُبي بن خلف، الذي قتله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده عندما
حمل عليه.

وقد دلّت مواقف الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه
المعركة وغيرها على شجاعته وقوّته، وقد أكدها الاِمام علي (عليه السلام) قائلاً:
«كنّا إذا احمرّ البأس، اتّقينا برسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يكن أحد
أقرب منّا إلى العدو منه».(1)


1 . شرح نهج البلاغة، فصل في غريب كلامه، رقم 9.

ومن هنا فإنّ سلامة النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه
الحرب بل وفي عامة الحروب تعود في أكثر أسبابها إلى:

ـ حسن دفاعه عن دينه وعن نفسه، وإلى شجاعته وبأسه في المعارك،
إضافة إلى تضحية تلك القلة من أصحابه الاَوفياء الذين بذلوا غاية جهدهم
للحفاظ على حياته وسلامتهواشتهر من هوَلاء:

1. الاِمام علي (عليه السلام) الذي بلغ 26 عاماً من عمره، حيث قتل 12 من
رجال قريش، والباقي وهم عشرة قتلهم باقي المسلمين. وهنا سمع هتاف بين
السماء والاَرض يقول: لا فتى إلاّ عليّ ولا سيف إلاّ ذو الفقار.

2.أبو دجانة، الذي جعل من نفسه ترساً يقي النبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» من سيوف الكفّار.

3. حمزة بن عبد المطلب، الذي دأب على حماية الرسول ص من أذى
المشركين دائماً في الظروف القاسية، إلاّ أنّ وحشي العبد قتله في هذه المعركة.

4. أُمّ عمارة، نسيبة المازنية، وقد باشرت القتال وذبت عن الرسول «صلى
الله عليه وآله وسلم» بالسيف، ورمت بالقوس حتى جُرِحت. وقد أُعجب النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) بشجاعتها فأشاد بموقفها يوم أُحد: «لمقام نسيبة بنت
كعب اليوم خير من فلان و فلان» فطلبت منه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يدعو
لها بالجنة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «بارك اللّه عليكم من أهل بيت
رحمكم اللّه، اللّهمّ اجعلهم رفقائي في الجنة».

وقد استغل أبو سفيان وقريش انتصارهم فاعتمدوا الاِعلام المزيف في
ذلك، بأنّ آلهتهم أعظم من إله المسلمين، قاصداً من ذلك التأثير النفسي، فقد رأى
أنّ الحملة النفسية والحرب الباردة يمكنها أن تحطم إيمان المسلمين.

أمّا هند زوجة أبي سفيان، فقد مثلت مع بعض النساء بجثث المسلمين، من

قطع الاَنوف وجدع الآذان وسمل العيون وقطع الاَصابع والاَرجل والمذاكير،
نكاية بالمسلمين وإطفاءً للحقد الدفين. وقد بقرت هند صدر حمزة وأخرجت
كبده ولاكته بين أسنانها، دون أن تستطيع أكله فعُرفت بآكلة الاَكباد، كما عرف
أبناوَها فيما بعد ببني آكلة الاَكباد.

وقال الرسولص عندما شاهد عمّه حمزة: «ما وَقفتُ موقفاً قط أغيظ إليّ من
هذا».

وهكذا غادر كفّار قريش أرض المعركة إلى مكة، أمّا المسلمون، فبعد أن
صلّى بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر والعصر، دفنوا الشهداء واحداً
واحداً أو اثنين اثنين، عند جبل أُحد.(1)

أمّا الشهداء فكانوا ما بين 70 أو 81 مسلماً على روايات مختلفة، ولم
يتجاوز عدد قتلى قريش 22 فرداً، وأمّا النبي ص فقد عالجته السيدة فاطمة «عليها
السلام» والاِمام علي ص حينما رجع إلى المدينة.

غزوة حمراء الاَسد

إلاّ أنّ الوضع لم يستقر، بل أنّ الاَحداث استمرت إلى يوم الجمعة حيث
غزوة «حمراء الاَسد».(2) ذلك أنّ اليهود والمنافقين أتباع «عبد اللّه بن أُبي» استغلوا
الوضع الخطير الذي أصبح فيه المسلمون، وكانوا قد سرّوا لما أصابهم، ووجدوا
البيوت حزينة يسمع منها أنين الجرحى والبكاء على الموتى والشهداء. ولما كان


1 . السيرة النبوية:2|98؛ بحار الاَنوار:20|131.

2 . تبعد عن المدينة ثمانية أميال.

هناك خوف أن يوَدّي ذلك إلى ضعف الجبهة الداخلية، إذ أنّ انهيار الوحدة
والانسحاب في هذه الجبهة أخطر بكثير من تعرض البلاد لهجوم خارجي. ولذا
فقد أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بملاحقة العدو في نفس هذه الليلة حتى
يرهب العدو ويبلغه قوة المسلمين واتحادهم وأنّ ما أصابهم لم يوهنهم عن
عدوهم.(1) فخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه إلى «حمراء الاَسد»
مخلفاً على المدينة:ابن أُمّ مكتوم.

وقد استطاع «معبد بن أبي معبد الخزاعي» رئيس بني خزاعة، الذي ارتبط
بعلاقات ودية طيبة مع الرسولوالمسلمين بالرغم من كفره وشركه، من أن يخوّف
أبا سفيان ويرعبه بما ذكره له عن قوّة المسلمين، وأعدادهم وملاحقتهم لقريش،
ممّا دعاه إلى الانصراف عن مهاجمة المدينة مرّة أُخرى.

وفي هذه السنة (3هـ)، أيضاً بعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً
السرايا، واشتهرت منها: سرية محمد بن مسلمة، عندما انزعج كعب بن الاَشرف
لانتصار المسلمين في بدر، وحاول إثارة قريش عليهم، فبدأ بإيذاء نساء
المسلمين، ممّا جعل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرر التخلّص منه،
فأرسل إليه محمّد بن مسلمة، الذي أعدّ خطة محكمة للقضاء عليه، فقتلوه
بمساعدة أخيه بالرضاعة «أبونائلة». كما تخلّصوا من مفسد آخر هو:«أبو رافع سلام
بن أبي الحقيق اليهودي» الذي قام بنفس دور كعب بن الاَشرف في إيذاء
الرسول والمسلمين.

وفي هذه السنة، ولد السبط الاِمام الحسن (عليه السلام) في 15 من شهر
رمضان.


1 . مجمع البيان:2|235.

/ 104