إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى

لهم: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا. فسمحوا له، ثمّ قال لهم: أما
واللّه لولا أن تظنّوا أنّي إنّما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة. فرفعوه
على خشبة و قالوا: إرجع عن الاِسلام نخلّسبيلك. فقال: لا واللّه ما أحبّ إنّي
رجعت عن الاِسلام وأنّ لي ما في الاَرض جميعاً. فقالوا له: أما واللات والعزى
لئن لم تفعل لنقتلنك. فقال: إنّ قتلي في اللّه لقليل. ثمّ صرفوا وجهه عن القبلة
ووجهوه نحو المدينة فقال: أمّا صرفكم وجهي عن القبلة فإنّ اللّه يقول: (فَأيْنما
تُوَلّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه) (1) اللّهم إنّي لا أرى إلاّوجه عدو، اللّهم إنّه ليس هاهنا أحد يبلغ
رسولك السلام عنّي فبلغه أنت عنّي السلام. ثمّ دعا على القوم: اللّهم أحصهم
عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً. ثمّ دعوا أبناء من قتل ببدر فكانوا أربعين
غلاماً، أعطوا كلّواحد منهم رمحاً، وقالوا لهم: هذا الذي قتل آباءكم. فطعنوه
برماحهم،فتحرك على الخشبة وصار وجهه نحو الكعبة فقال: الحمد للّه الذي
جعل وجهي نحو قبلته التي رضي لنفسه ولنبيّه وللموَمنين. فغضب أحد
المشركين: عقبة بن الحارث لتمسكه بالاِسلام وإخلاصه له، فطعنه طعنة قاتلة
وهو يوحّد اللّه ويشهد أنّمحمّداً رسول اللّه. وبقي جثمانه فترة على الخشبة
بحراسة الكفّار حتى أنزله اثنان من المسلمين الاَشدّاء ودفناه كماأمر الرسول
(صلى الله عليه وآله وسلم) .

وقد أحزن هذا الحادث الاَليم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)
وجميع المسلمين، وأنشد فيهم حسّان بن ثابت أبياتاً ذكرها «ابن هشام»في سيرته.

إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى

كان زهير بن أبي سلمى من شعراء العرب البارزين في العهد الجاهلي،


1. البقرة: 115.

وصاحب إحدى المعلّقات السبع التي نصبت في الكعبة وتفتخر بها العرب.
وتوفي قبل عصر الرسالة. وكان له ولدين: بجير و كعب. أمّا بجير فقد آمن بالاِسلام
ولازم النبي ص وأحبه، بينما عادى كعب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان
يهجوه في قصائده وأشعاره ويوَلّب الناس على الاِسلام. أمّا النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» فكان قد هدد بالقتل بعض الشعراء الذين كانوا يهجونه «صلى الله
عليه وآله وسلم» وأهدر دماءهم. فكتب بجير إلى كعب ينصحه: إن كانت لك في
نفسك حاجة فَطِر إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّه لا يقتل أحداً
جاءه تائباً. فاطمأنّ لكلام أخيه وتوجه إلى المدينة وقابل النبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» في المسجد وقت صلاة الصبح، فصلّى معه لاَوّل مرّة و جلس إليه و وضع
يده في يده والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يعرفه، فقال: يا رسول اللّه انّ
كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائباً مسلماً فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «نعم». فقال: أنا يا رسول اللّه كعب ابن زهير. ثمّ
أخرج قصيدته اللامية التي مدح فيها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأنشدها بين يديه في المسجد ليتلافى بها ما سبق أن بدر منه من هجاء و طعن في
سيد المرسلينص

وقيل أنّ أحد الاَنصار وثب عليه: يا رسول اللّه دعني وعدو اللّه أن أضرب
عنقه. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «دعه عنك فإنّه قد جاء تائباً نازعاً ـ عماّ
كان عليه ـ» .

وهذه القصيدة هي من أفضل قصائد كعب، اعتنى المسلمون بحفظها
ونشرها منذ ذلك الوقت، كما شرحها علماء الاِسلام كثيراً، وهي تضم 58 بيتاً
تنتهي قوافيها باللام المضمومة، ويبدأ مطلعها:

بانَتْ سعادُ فقَلْبي اليومَ متبولُ متيّمٌ إثرهـا لـم يُفـدَ مَكْبُـولُ

و سعاد هي زوجته وابنة عمّه، بدأ بها كعادة شعراء العهد الجاهلي، إلى أن
قال:

إَّنَّ الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف اللّه مسلـول

/ 104