4. بيعة العقبة - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

4. بيعة العقبة

المرحلة الجديدة في الدعوة و نتائجها الموَثرة

المرحلة الجديدة في الدعوة و نتائجها الموَثرة

4. بيعة العقبة

سكنت يثرب قبيلتا الاَوس والخزرج في القرن الرابع الميلادي يعد
هجرتهم من اليمن، وهم من القحطانيين . كما سكن بجانبهم اليهود القادمين من
شمال الجزيرة العربية. وكثيراً ما كان يحضر منهم جماعة إلى مكّة، فكان
النبييلتقي بهم ويتصل معهم عارضاً عليهم دينه، وقد كان لهذه اللقاءات
والاتّصالات أثرها فيما بعد ودافعاً لهجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى
يثرب، فقد كان حجاجهم ينقلون أخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أهاليهم،
ممّا مكنهم التعرف عليه وعلى أهدافه. وقد تمّت تلك الاتّصالات فيما بين
سنوات 11، 12، 13 من البعثة.

ومن أشهر من تشرّف بمقابلة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «سويد
بن الصامت» الذي أسلم ونشر الاِسلام بين قومه، إلاّ أنّ الخزرج قتلته قبل يوم
بعاث.(1) و «إياس بن معاذ» الذي رأى في إسلام أهله تخلّصاً من النزاع والتناحر
بينهم، ليصبحوا بفضل الدين الجديد إخوة تزول بينهم أسباب العداء والقتال.

وكذلك تمّت مبايعة ستة أفراد من الخزرج والاِيمان به وبالاِسلام:إنّا قد


1 . بعاث، موضع جرت فيه حرب بين الاَوس والخزرج.

تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ مثل ما بينهم، فعسى أن يجمعهم اللّه
بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك،ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا
الدين، فإن يجمعهم اللّه عليه، فلا رجل أعزّمنك.(1)

وكان لهوَلاء تأثيرهم الاِيجابي في أهل يثرب، حيث أسلم عددٌ منهم، وقدم
في السنة التالية 12 من البعثة، اثنا عشر رجلاً منهم، عقدوا مع النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» بيعة العقبة، وهي أوّل بيعة في الاِسلام، وكان أبرزهم: أسعد بن زرارة،
وعبادة الصامت.

وكان نصّ البيعة، بعد الاعتراف بالاِسلام والاِيمان باللّه وبرسوله: «بايعنا
رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على ألاّ نشرك باللّه شيئاً، ولا نسرق ولا
نزني،ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في
معروف» ويرد عليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إن وفيتم فلكم الجنة،
وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلى اللّه عزّوجلّ، إن شاء عذّب وإن شاء غفر».

وطلبوا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يرسل إليهم من يعلّمهم
القرآن والدين، إذ أنّهم نشطوا في نشر الاِسلام بعد عودتهم إلى يثرب، فبعث
إليهم: «مصعب بن عمير» الداعية النشط الذي تمكن من أن يجمع المسلمين في
غياب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويوَمهم ويصلّي بهم.(2)

وهكذا فقد أحدث تقدُّم الاِسلام في يثرب، هيجاناً كبيراً، وشوقاً عجيباً في
نفوس المسلمين من أهلها، فانتظروا حلول موسم الحجّ للاِلتقاء بالرسول «صلى
الله عليه وآله وسلم» ، فخرجت قافلة كبيرة منهم ضمت 500 نفر، فيهم 73 مسلماً


1 . تاريخ الطبري:2|86؛ السيرة النبوية: 1|427؛ بحار الاَنوار: 19|25.

2 . السيرة النبوية:1|434؛ بحار الاَنوار: 19|25.

بينهم امرأتان، فالتقوا بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي واعدهم
بالعقبة:«موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق»، وهي الليلة 13 من
شهر ذي الحجّة، فاجتمع بهم مع عمّه «العباس بن عبد المطلب» بعد أن مضى
ثلث الليل ونام الناس، حتى لا يشعروا بخروجهم.

فتكلّم فيهم العباس قائلاً: إنّمحمّداً منّا حيث قد علمتم، وقد منعناه من
قومنا، فهو في عزّمن قومه ومنعة في بلده، وإنّه قد أبى إلاّ الانحياز إليكم واللحوق
بكم، فإن كنتم ترون أنّكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممّن خالفه، فأنتم
وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنّكم مسلّموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم،
فمن الآن فدعوه، فإنّه في عزّومنعة من قومه وبلده.

ثمّتكلّم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فتلا القرآن ودعا إلى اللّه
ورغّب في الاِسلام ثمّ قال: «أبايعكم على أن تمنعوني ممّا تمنعون منه نساءكم
وأبناءكم». فبايعوه على ذلك و هم في حماس وسرور عظيم.

كما أنّالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عاهدهم على أن يبقى معهم،
ويكون بجانبهم في سلمهم وحربهم: «أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم» ثمّ
قال لهم: «أخرجوا إليّمنكم اثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم».
فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً، فقالص: «أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة
الحواريين لعيسي بن مريم، وأنا كفيل على قومي ـ أي المسلمين ـ فأُبايعكم على
أن تمنعوني ممّا تمنعون نساءكم وأولادكم». فقالوا: نعم. فبايعوه على ذلك».

وكان النقباء ، 9 من الخزرج و3 من الاَوس، وقد انفضّ الجمع بعد ذلك،
بعد أن وعدهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يهاجر إليهم في الوقت
المناسب.(1)


1 . بحار الاَنوار: 19|25؛السيرة النبوية:1|441؛طبقات ابن سعد:1|221.

أمّا بخصوص قبول أهل يثرب الدين الاِسلامي أسرعَ من أهل مكّة الذين
رفضوه خلال ثلاثة عشر عاماً، فإنّ هناك عاملين هامين كان لهما التأثير المباشر
القويّ في ذلك:

1. وجود اليهود بالمدينة، وقيامهم بنشر الاَخبار عن ظهور نبي جديد ودين
جديد، ممّا هيّأ أهلها لقبول هذا الدين الذي كانوا ينتظرونه، الاَمر الذي جعلهم
أسرع في تقبلهم للدعوة خلال البيعة الاَُولى، حين قال بعضهم لبعض: واللّه إنّه
للنبيّ الذي توعّدكم به اليهود فلا يسبقنكم إليه.

2. كما أنّالحروب الطويلة التي جرت بين أطراف أهل يثرب، والتي
استمرت مائة وعشرين عاماً، قد أنهكتهم وكادت أن تذهب بما تبقّى من رمقهم،
فملّوا الحياة، وفقدوا كلّأمل في تحسن الاَحوال والاَوضاع، فبحثوا عن مخلّص
لما هم فيه من حالة سيئة ومشكلات مزمنة. ولهذا تمنّوا أن يضع النبي ص حداً
لاَوضاعهم المتردية فقالوا: «عسى أن يجمعهم اللّه بك، فإن جمعهم اللّه بك فلا
رجل أعزّ منك».

وقد أحدث كلّذلك خوفاً عجيباً في قلوب قادة قريش وسادة مكة
المشركين المتغطرسين، إذ أنّ ذلك يعني أنّالمسلمين وجدوا قاعدة قوية في قلب
الجزيرة العربية، تجمع كلّ طاقات المسلمين المبعثرة، و تعمل معاً في نشر دينهم
وعقيدتهم، ممّا سيشكل خطراًجديداً يهدّدهم في الصميم،ولهذا بادَرتْ قريشٌ
في الاتّصال بالخزرجيّين للاستفسار عمّا حدث في العقبة. فحلف لهم المشركون
من أهل يثرب أنّه لم يحدث ما يوَذيهم أو يهدد مصالحهم،ولم يعلموا عنه، وهم
في قولهم صادقون، إذ أنّهم لم يعلموا بما حدث في العقبة.

وحاولوا إلقاء القبض عليهم قبل خروجهم من مكّة، إلاّ أنّهم كانوا قد

/ 104