4. زواج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
شجرة في وادي ذي أمّر، إلاّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تمكّن منالسيطرة عليه بفعل معجزة إلهية، فأسلم الرجل.4. زواج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)تقدّم أشراف العرب للزواج من السيّدة فاطمة سيّدة النساء(عليها السلام) إذ
تصوّروا أنّ كونهم ذوي ثروة ومكانة اجتماعية مرموقة توَهلهم لذلك ولا يُرد لهم
طلب، ولكنّهم أخطأوا في تصوّرهم، فلم يعلموا أنّزوج فاطمة(عليها السلام) لا
يكون إلا كفوَها في التقوى والفضل والاِيمان والاِخلاص، وليس المال والثروة
والجاه. و لمّا كان الرسول ص يرد الخطّاب بقوله: «أمرها بيد اللّه» فقد أدركوا أنّ
زواجها ليس سهلاً و بسيطاً. إلاّ أنّ الاِمام علي (عليه السلام) حينما تقدّم إلى النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) يخطبها وافق على طلبه وقال: «يا عليّ إنّه قد ذكرها
قبلك رجال فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك
حتى أخرج إليك».فدخل على السيّدة الزهراء(عليها السلام) قائلاً : «إنّ علي بن أبي طالب من
قد عرفت قرابته، وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه
وأحبّهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئاً، فما ترين؟».فسكتت السيدة فاطمة(عليها السلام) ولم ير الرسول «صلى الله عليه وآله
وسلم» في وجهها كراهة، فقال: «اللّه أكبر، سكوتها إقرارها».(1)ولما لم يكن الاِمام عليّ (عليه السلام) يملك مالاً، أمره النبي ص ببيع درعه
لصرفه على نفقات الزواج، وكان مهرها 500 درهم، وسكن أوّل الاَمر في منزل
أحد الصحابة بصورة موَقتة، وعمل فرحاً وزفافاً جميلاً، وأطعم فيه كلّالمسلمين.
1 . بحار الاَنوار:43|93.ونقل ابن بابويه، أنّالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بنات عبد المطلب
ونساء المهاجرين والاَنصار أن يمضين في صحبة فاطمة (عليها السلام) وأن
يفرحن ويرجزن ويكبّرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضي اللّه. ثمّدعا لهما النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) : «اللّهمّ إجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما
وذرّيتهما من ورثة جنّة النعيم، وارزقهما ذرّيةً طاهرةً طيّبةً مباركةً، واجعل في
ذرّيتهما البركة، واجعلهم أئمّة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك.
اللّهمّ إنّهما أحبّخلقك إليّ فأحبّهما، واجعل عليهما منك حافظاً، وإنّي أُعيذهما
بك وذرّيتهما من الشيطان الرّجيم».(1)فكانت أفضل زيجة في الاِسلام وأكثرها خير وبركة، إذ أنجبا أفضل الاَولاد
والبنات وأطهرهم: الحسن والحسين السبطان، وزينب «عليهم السلام» التي
اشتهرت في نصرة أخيها بكربلاء. أمّا ما دسّه أصحاب الاَقلام المأجورة و ذوو النفوس الضعيفة والقلوب
الحاقدة من أباطيل و ترّهات حول وجود خلاف و تنازع بين الزوجين الطاهرين،
فتكذّبه الاَحاديث الكثيرة عن رسول الّله (صلى الله عليه وآله وسلم) حول
مكانتهما و عُلوّ شأنهما، نقتطف منها ما يلي:ـ «أحبّ الناس إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) من النساء فاطمة
ومن الرجال عليّ».ـ «خير رجالكم علي بن أبي طالب، وخير نسائكم فاطمة بنت محمّد».(2)
1 . بحار الاَنوار:43|96ـ 114.2 . للمزيد من الاِطّلاع، راجع سيدالمرسلين:2|110 ـ 120.