4. معركة حنين - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

4. معركة حنين

ووالد عبد الرحمن بن عوف، فإنّه حقد عليهم، وأمر بقتل عدد منهم، الاَمر الذي
أغضب النبيعندما علم بذلك، فأرسل مالاً كثيراً مع الاِمام علي (عليه السلام)
ليدفع دية هوَلاء المقتولين وقال: «اللهمّإنّي أبرأ ممّا صنع خالد بن الوليد».(1) وارتاح
بعد ذلك لما أقدم عليه الاِمام علي (عليه السلام) من معاملة طيبة لاَهالي
المنكوبين و قال: «واللّه ما يسرني يا عليّأنّ لي بما صنعت حمر النعم، أرضيتني
رضي اللّه عنك، أنت هادي أُمّتي».(2)

4. معركة حنين

وبعد أن استقر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة مدّة خمسة عشر
يوماً، غادرها إلى أرض قبيلة هوازن و ثقيف، بعد أن عيّن معاذ بن جبل ليُعلّم
الناس القرآن وأحكام الاِسلام، وعتاب بن أسيد لاِدارة الاَُمور والصلاة بالناس
جماعة في مكة المكرمة.

وقد بلغ الجيش الذي سار به إلى هوازن: 12 ألف مسلحاً، إذ شاركه هذه
المرة ألفان من شباب قريش الذين أسلموا بعد الفتح بقيادة أبي سفيان.(3) إلاّ أنّ كلّ
ذلك العدد الكبير لم يساعد في النجاح والانتصار كما ذكر القرآن الكريم: (لَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَينٍ إِذْأَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيئاً
وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الاََرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرين) (4) وقد برز من طرف العدو:
مالك بن عوف النصري الذي عرف بالفروسية والشجاعة، كما أنّه أدار الاتّصالات
المكثفة بين هوازن وثقيف، لاِخراج خدعة عسكرية توجه منها ضربة إلى جيش


1 . السيرة النبوية: 2|420؛ الكامل: 1|173؛ إمتاع الاَسماع:1|400.

2 . مجالس ابن الشيخ: 318.

3 . طبقات ابن سعد:2|139؛مغازي الواقدي:3|889.

4 . التوبة:25.

الاِسلام، فقد اقترح بوضع الاَطفال والنساء والاَموال وراء ظهور الرجال حتى
يضطروا إلى أن يقاتلوا عنهم، كما أرسلوا الجواسيس ورجال مخابراتهم للتجسس
على المسلمين، مثلما بعث النبيرجاله إلى ديار الاَعداء.

وحسب الوضع والموقع، قرّر مالك بن عوف أن يخفى الجنود خلف
الصخور وفوق الجبال ليباغتوا المسلمين في الوادي، الذي دخلته أوّل كتيبة، من
بني سليم بقيادة خالد بن الوليد فبادرهم العدو و أخذ يرشقهم بالاحجار والنبال
ويضربونهم بالسيوف، فوقعوا فيهم ضرباً وقتلاً، ممّا أدّى إلى إصابة المسلمين
بالفوضى وبلبلة الموقف وخلخلة الصفوف فالفرار، الاَمر الذي جعل النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» يأمر العباس بن عبد المطلب بأن ينادي على هوَلاء الفارّين
والهاربين ويرجعهم، فبلغت صرخاته مسامعهم فثارت حميتهم ونادوا: لبيك
لبيك. وبذا فقد تمكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تنظيم صفوف جيشه
من جديد، وحملا حملة رجلٍ واحدٍ على العدو لغسل ما لحق بهم من عار الفرار،
وتمكّنوا من النيل منهم وإجبارهم على الانسحاب من الموقع والفرار من أمامهم
وذلك بتشجيع وحماس من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أنا النبي لا
كذب، أنا ابن عبد المطلب». ممّا كان الاَثر الفعال في إلقاء الهزيمة المنكرة بقبيلة
هوازن، تاركين وراءهم أموالهم ونساءهم وصبيانهم الذين كانوا قد وضعوهم
خلف ظهورهم حسب أوامر وخطة قائدهم.

أمّا النتيجة النهائية للمعركة، فكانت شهادة ثمانية أفراد من المسلمين، وأسر
ستة آلاف من العدو، وغنائم كثيرة من الحيوان وأربعة آلاف أوقية فضة.(1)

وأعطى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوامره بإرسال الغنائم والاَسرى
إلى الجعرانة ـ بين مكة والطائف ـ و بلغ من حنق المسلمين على المشركين في


1 . 4 آلاف أوقية تساوي 852 كيلو غرام.

/ 104