6. إعلان البراءة من المشركين في منى - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

6. إعلان البراءة من المشركين في منى

الطرفان على شروط المعاهدة التي تمّت بينهما، واختار «صلى الله عليه وآله
وسلم» منهم عثمان بن أبي العاص(1) الذي حرص على التفقّه في الدين وتعلّم
القرآن، فأمّره عليهم وجعله نائباً دينياً وسياسياً عنه في قبيلة ثقيف، وأن يصلي
بالناس جماعة، مراعياً أضعفهم: «يا عثمان تجاوز في الصلاة ـ أي خفف الصلاة
وأسرع فيها ـ وأقدر الناس بأضعفهم،فإنّ فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا
الحاجة». ثمّ كلّف (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا سفيان و المغيرة بن شعبة،
للتوجه معهم لهدم الاَصنام هناك.(2)

6. إعلان البراءة من المشركين في منى

في أواخر هذا العام ـ 9هـ ـ نزل جبرائيل (عليه السلام) على النبي «صلى الله
عليه وآله وسلم» مع عدّة آيات من سورة البراءة، يطلب أن يتلوها رجل يختاره
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في موسم الحج. وقد تضمنت الآيات رفع
الاَمان عن المشركين، وإلغاء جميع العهود ـ إلاّما التزم بها أصحابها ولم ينقضوها ـ
فيبلغ ذلك إلى روَوس المشركين ليوضحوا موقفهم تجاه الدولة الاِسلامية خلال
أربعة أشهر، فإذا لم يتركوا ما هم عليه من شرك ووثنية خلال الاَربعة أشهر، نزعت
عنهم الحصانة ورفع عنهم الاَمان. أمّا الدوافع التي كانت وراء صدور هذا العهد:
البراءة:

1. كان التقليد السائد عند العرب جاهلياً أن يعطي زائر الكعبة ثوبه الذي
يدخل به مكة إلى فقير، ويطوف بثوب آخر، وإذا لم يكن له ثوب آخر، فإنّه
يستعيره ليطوف به حول البيت، وإن لم يجد طاف عرياناً بادي السوأة، حتى لو
كانت إمرأة، فإنّها تطوف عارية بالبيت على مرأى من الناس، وهو الاَمر الذي


1 . كان أحدثهم سناً.

2 . السيرة النبويّة:2|537؛ السيرة الحلبية:3|216؛ أُسد الغابة:1|216.

انطوى على نتائج سيئة.

2. كما أنّه بعد انتشار الاِسلام وإظهار قوّته في خلال عشرين عاماً، رأى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستخدم القوّة لضرب كلّمظاهر الوثنية، على
أنّها نوع من العدوان على الحقوق الاِلهية والاِنسانية، فكان لابدّ من استئصال
جذور الفساد باستخدام القوّة العسكرية كآخر وسيلة.

3. ثمّ إنّ الحجّ كان أكبر العبادات والشعائر الاِسلامية، فكان على الرسول
(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقوم بتعليم المسلمين مناسك الحجّ على الوجه
الصحيح بعيداً عن تأثير أيّ نوع من الشوائب والزوائد، فكان لابدّ من اشتراك النبي
ص بنفسه في تعليمهم هذه العبادة بصورة عملية، ولكن بشرط أن تخلو منطقة
الحرم ونواحيها من المشركين العابدين للاَصنام، ليصبح الحرم الاِلهي خالصاً
للموحدين والعباد الواقعيين.

4. والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحارب لفرض العقيدة لاَنّالعقائد
لا تخضع لاَيّ قهر أو فرض، بل انحصر نضاله في القضاء على مظاهر الاعتقاد
بالاَوثان، بواسطة هدم بيوت الاَصنام.

ولكلّ ذلك فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اختار أبا بكر بعد أن علمه
تلك الآيات من سورة البراءة، ووجه صوب مكة يرافقه أربعون رجلاً، ليتلوها
على مسامع الناس يوم عيد الاَضحى، إلاّأنّ جبرائيل (عليه السلام) أخبره «صلى
الله عليه وآله وسلم» : «إنّه لا يوَدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» ممّا جعل النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطلب من الاِمام علي (عليه السلام) القيام بهذه
المهمة: «إلحق أبا بكر فخذ براءة من يده و إمض بها إلى مكّة و انبذ بها عهد
المشركين إليهم، أي إقرأ على الناس الوافدين إلى منى من شتى أنحاء الجزيرة
العربية براءة، بما فيها النقاط الاَربع التالية:

1. لا يدخل المسجد مشرك.

2. لا يطوف بالبيت عريان.

3. لا يحج بعد هذا العام مشرك.

4. من كان له عهد عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو له إلى مدّته،
أي يحترم ميثاقه وماله و نفسه إلى يوم انقضاء العهد، ومن لم يكن له عهد ومدّة
من المشركين فإلى أربعة أشهر، فإن أخذناه بعد أربعة أشهر قتلناه، ويسري هذا
ابتداء من اليوم العاشر من ذي الحجّة. ويعني هذا أنّهذا الفريق من المشركين،
عليه أن يحدد موقفه من الدولة الاِسلامية، فإمّا الانضمام إليها وترك مظاهر
الشرك، و إمّا القتال.(1)

وقد أدرك الاِمام (عليه السلام) أبا بكر في الجُحفة وأبلغه أوامر النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» فأعطاه الآيات، ورجع أبو بكر إلى المدينةمستفسراً عن سبب
موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بما أمره جبرائيل (عليه السلام) .

ولم يمض على قراءتها المدّة المعلومة، حتى اعتنق أكثر المشركين
الاِسلام، فتم بذلك استئصال جذور الوثنية في أواسط السنة 10 هـ، ويوَكد هذا
الموقف على نيّة النبيبالكشف عملياً عن أهلية الاِمام علي (عليه السلام)
وصلاحيته للقيام بأُمور الدولة في المستقبل.


1 . فروع الكافي: 1|326.

/ 104