2. أحداث خيبر: بوَرة الخطر - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2. أحداث خيبر: بوَرة الخطر

آثار تلك الرسائل ونتائجها

أصبح هوَلاء السفراء والرسل دليلاً قاطعاً على عالمية الرسالة الاِسلامية، إذ
أنّ شعوباً كبرى تعرفت على النبي العربي محمّد ص الذي تأثر به معظم هوَلاء
القادة والملوك، فأصبح ظهوره ص حديث الاَوساط والمحافل الدينية بالاِضافة
إلى المراكز السياسية. فقد تمكنت هذه الرسائل من إثارة مشاعر تلك الشعوب
المتحضرة ودفعتهم إلى البحث والتحقيق حول من بشّر به التوراة والاِنجيل،
وتسابقت أفواجٌ وفرقٌ عدة من رجال الدين وغيرهم بالقدوم إلى المدينة لدراسة
أوضاع الدين الجديد والتعرف على مبادئه.

2. أحداث خيبر: بوَرة الخطر

تقع خيبر على بعد 32 فرسخاً من المدينة، وهي منطقة واسعة خصبة،
سكنها اليهود وبنوا فيها الحصون والقلاع المتينة، وبلغ عدد سكانها 20 ألف فرد.

ولما كانوا ممّن اشتركوا في جيش الاَحزاب وساعدوا المشركين في حربهم
ضدّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين،فإنّالنبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» أسرع للقضاء عليهم وعلى خطرهم نحو الاِسلام والمسلمين،إذ هم أشدّ
تعصباً لدينهم،من تعصب قريش للوثنية،فقد كان يعلن ألف مشرك وثني
إسلامهم في مقابل يهودي واحد. كما أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تخوّف
من استغلال جهات أُخرى معادية كالقيصر أو كسرى، لهوَلاء اليهود في القضاء
على الدولة الاِسلامية، إذ لا يستبعد منهم ذلك،وخاصة أنّهم كانوا المحرّضين
لقريش في محاربة المسلمين.

ولذا فقد أعدَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لغزو آخر مركز من مراكز
اليهود في الجزيرة العربية وقال: لا تخرجوا معي إلاّ راغبين في الجهاد أمّا الغنيمة
فلا، فخرج معه ألف و600 مقاتل.

وعندما وصل إلى المنطقة، قطع الطريق عن أيّة إمدادات عسكرية تأتي من
الشمال وذلك بقطع خط الارتباط بين قبائل غطفان وفزارة ويهود خيبر، فلم
تستطع هذه القبائل أن تمد حلفاءها اليهود بأيّ شيء طوال شهر هو مدّة الحصار.(1)

ولمّا كانت حصونهم وقلاعهم متينة وقوية وممتنعة بمتاريس قوية شديدة،
فإنّه كان لابدّ لفتحها من استخدام تكتيك عسكري مناسب، فكان أوّل عمل قام به
الرسولهو احتلال كلّ النقاط والطرق الحساسة ليلاً، بالسرعة والسرية.

أمّا اليهود فقد قرروا في اجتماعهم العسكري أن يضعوا الاَطفال و النساء
في حصن،والذخيرة من الطعام في حصن آخر، بينما يستقر المقاتلون على
الاَبراج يدافعون عن القلاع والحصون، في الوقت الذي يخرج أبطالهم ليقاتلوا
المسلمين ويبارزونهم خارج الحصون، و لذلك فإنّهم تمكنوا من مقاومة الجيش
الاِسلامي لمدّة شهر، بحيث كانت محاولة فتح كلّحصن تستغرق عشرة أيّام دون
نتيجة.

وقد فتح أوّل حصن وهو ناعم بعد أن استشهد في معاركه: محمود بن
مسلمة الاَنصاري، وهو أحد فرسان المسلمين،وجرح خمسون مقاتلاً نقلوا إلى
منطقة مخصصة للتمريض والعلاج، حيث سمح لبعض نساء بني غفار بالحضور
إلى خيبر للمساعدة في التمريض والتضميد وتقديم خدمات أُخرى في المعسكر.
ثمّ جرى فتح حصن القموص وأُسرت فيه «صفية بنت حيي بن أخطب» التي


1 . الاَمالي للطوسي: 164. ويرى ابن هشام في سيرته:2|328 أنّ خروج النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» إلى خيبر كان في شهر محرم، بينما ذهب ابن سعد في الطبقات: 2|77 أنّه كان في
جمادى الثانية 7هـ.ولما كان إرسال الرسل و المندوبين عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في شهر
محرم، فإنّ الرأي الثاني هوالاَقرب إلى الصحة.

أصبحت زوجة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بعد.

ولكن الجوع استولى على المسلمين فاضطروا بسببه إلى تناول ما كره أكله
من الاَنعام، وكادوا أن يهلكوا، فأمر الرسول ص أن توَخذ شاتان من غنم اليهود
إضطراراً،وأطلق البقية ـ من الاَغنام ـ لتدخل الحصن بأمان. وقد سمح النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» بذلك للاضطرار الذي يباح معه المحذور بقدره، فدعا ربّه:
«اللّهمّ إنّك قدعرفت حالهم، وأن ليست بهم قوّة،وأن ليس بيدي شيء أعطيهم
إيّاه، فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء وأكثرها طعاماً».(1)

ثمّ بعث رجالاً معروفين من صحابته لفتح الحصون، إلاّ أنّ شيئاً جديداً لم
يتم، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) :

«لاَعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسولَه ويحبُه اللّه ورسولُه،يفتح اللّه
على يديه، ليس بفرار ـ أو كرّار غير فرّار ـ» (2) فبات كلّواحد يتمنى أن يكون هو
صاحب هذا النوط الخالد العظيم. وعندما بلغ الاِمام عليّاً (عليه السلام) مقالة النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) و هو في خيمته قال: «اللّهم لا معطي لما منعت ولا
مانع لما أعطيت». وفي الصباح طلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً فقيل
أنّ به رمد، فأُتي به إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمرر يده الشريفة على
عينيه ودعا له بخير فعوفي من ساعته،فدفع إليه اللواء ودعا له بالنصر، وأمره أن
يبعث إلى اليهود قبل قتالهم، من يدعو روَساء الحصون إلى الاِسلام، فإن أبوا و
رفضوا، أمرهم بتسليم أسلحتهم إلى الحكومة الاِسلامية ليعيشوا تحت ظلّها بحريّة
وأمان شريطة أن يدفعوا (3) لجزية. وإذا رفضوا قاتلهم. ثمّ قال ص للاِمام علي (عليه السلام):


1 . السيرة النبوية:2|322.

2 . مجمع البيان :9|120؛ السيرة الحلبية:2|37؛ السيرة النبوية:2|334؛ إمتاع الاَسماع:1|314.

3 . صحيح مسلم:5|195؛ صحيح البخاري: 5|18.

«لئن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم».(1)

ومن ثمّ توجه الاِمام علي (عليه السلام) إلى القلعتين المحصنتين سلالم
والوطيح، والتي عجز المسلمون وقوادّهم عن فتحهما،فخرج إليه الحارث، أخو
مرحب، فقاتله الاِمام (عليه السلام) و سقط على الاَرض جثة هامدة بضربة من
ضربات الاِمام (عليه السلام) المشهورة، ممّا أغضب مرحب أخيه فخرج غارقاً في
الدروع والسلاح ليقاتل علياً (عليه السلام) الذي تمكن من شقّ رأسه نصفين،
فكانت ضربة قوية بحيث أفزعت من كان مع مرحب من أبطال اليهود، ففروا
لاجئين إلى الحصن. وبقي آخرون منهم قاتلوا علياً منازلة، فقضى عليهم الاِمام
(عليه السلام) ثمّ لحق بالفارين إلى الحصن، فضربه أحدهم فطاح ترسه من يده،
إلاّ أنّ الاِمام (عليه السلام) تناول باباً كان على الحصن فانتزعه من مكانه
واستخدمه ترساً يحمى نفسه حتى فرغ من القتال. وبعد ذلك حاول ثمانية من
أبطال المسلمين، كان منهم أبو رافع مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن
يقلبوا ذلك الباب أويحرّكوه فلم يقدروا.(2)

ونقل الشيخ المفيد في إرشاده بسند خاص عن أمير الموَمنين علي «عليه
السلام» بخصوص الباب، قوله: «لما عالجتُ باب خيبر جعلته مجناً لي فقاتلتهم
به،فلمّا أخزاهم اللّه وضعتُ الباب على حصنهم طريقاً ثمّ رميتُ به في خندقهم».(3)

وأمّا الموَرخون فقد نقلوا قضايا عجيبة حول قلع باب خيبر و عن بطولات
الاِمام (عليه السلام) في فتح الحصن، إلاّ أنّ جميعها لا تتمشى و لا تتيسر مع
القدرة البشرية المتعارفة، ولا يمكن أن تصدر منها، حتى أنّ الاِمام (عليه السلام)


1 . السيرة الحلبية:2|37.

2 . تاريخ الطبري:2|94؛السيرة النبوية:2|349؛ تاريخ الخميس:2|47.

3 . إرشاد المفيد: 62.

نفسه يرفع كلّ شك في هذا بقوله: «ما قلعتها بقوّة بشريّة، ولكن قلعتها بقوّة إلهية،
ونفسي بلقاء ربّها مطمئنة رضية».(1)

وهكذا انتهت الحرب بانتصار المسلمين، الذي كان وراءه ثلاثة عوامل
أساسية:

1. التخطيط العسكري والحربي الدقيق.

2. حصولهم على معلومات وافرة عن العدو وأسراره.

3. بطولة الاِمام علي (عليه السلام) .

فقد تمكّن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تحييد قبيلة غطفان ومنعها
من إمداد المساعدات لليهود، كما تعرف على أحوالهم وأوضاعهم في حصون
خيبر، سواء العسكرية منها أو النفسية للمقاتلين والاَفراد. بالاِضافة إلى بطولة الاِمام
علي (عليه السلام) الذي قال: «فلم يبرز إليّ أحد منهم إلاّقتلته، ولا يثبت لي فارس
إلاّ طحنته،ثمّ شددت عليهم شدّة الليث على فريسته حتى أدخلتهم جوف
مدينتهم مسدداً عليهم، فاقتلعت باب حصنهم بيدي حتى دخلت عليهم مدينتهم
وحدي أقتل من يظهر فيها من رجالها وأسبي من أجد من نسائها، حتى افتتحتها
وحدي ولم يكن لي فيها معاون إلاّاللّه وحده».(2)

ثمّ أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تجمع الغنائم كلّها في مكان
واحد، وأن ينادى:

أدّوا الخيط والمخيط، فإن الغلول عار وشنار ونار يوم القيامة.(3) فالاِسلام
يشدّد على أهمية الاَمانة، حتى اعتبر ردّ الاَمانة مهما صغرت من علائم الاِيمان،


1 . بحار الاَنوار:21|40.

2 . الخصال:369 باب السبعة.

3 . وسائل الشيعة: باب جهاد النفس؛ المغازي:2|681.

والخيانة من علائم النفاق.

وفي لحظات الفرح بالانتصار على اليهود، رجعت مجموعة من مسلمي
الحبشة المهاجرين إليها بقيادة جعفر بن أبي طالب، فاستقبله النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» وقبّل ما بين عينيه وقال: ما أدري بأيّهما أُسرّ، بفتح خيبر أم بقدوم
جعفر. ثمّ إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) علّمه الصلاة المعروفة بصلاة جعفر
الطيّار.(1)

وبالنسبة لقتلى الجانبين، فقد بلغ عدد شهداء المسلمين 20 فرداً، بينما
سجّل التاريخ أسماء 93 رجلاً هم قتلى اليهود.(2)

وبعد ذلك تمّ الاتّفاق بين الطرفين على:

1. قبول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لطلب اليهود بأن يسكّنهم في
خيبر كما كان الوضع.

2. ترك أراضيهم وبساتينهم لهم.

3.حصول المسلمين على نصف محاصيلها سنوياً.

فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يجبرهم على شيء بل تركهم أحراراً
في ممارسة شعائرهم والبقاء على ما كانوا يعتقدونه من أُصول دينهم، إذ أنّه لم
يحارب أهل خيبر إلاّعندما تحولت إلى بوَرة خطرة للموَامرات والكيد للاِسلام
والمسلمين،فقد أمدّوا الكفار والمشركين بكلّما يحتاجون للقضاء على الحكومة
الاِسلامية الناشئة، ممّا اضطر معه النبي ص إلى إعلان الحرب عليهم وقتالهم
وتجريدهم من السلاح ليعيشوا تحت ظل الدولة الاِسلامية، ويدفعوا الجزية لقاء
دفاع الحكومة الاِسلامية عنهم وحمايتهم من الاَعداء، وهو ما يعني حماية أنفسهم
وأنّأموالهم موَمنة لهم من قبل المسلمين.


1 . فروع الكافي: 1|129؛ الخصال:2|82؛ إمتاع الاسماع:1|325.

2 . بحار الاَنوار:21|32.

/ 104