حوادث السنة الاَُولى من الهجرة - سیرة المحمدیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة المحمدیة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حوادث السنة الاَُولى من الهجرة

حوادث السنة الاَُولىمن الهجرة

كان أوّل عمل رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقوم به قبل أي
عمل آخر، هو أن يبني محلاً للمسلمين ليتسنّى لهم أن يعبدوا اللّه فيه ويذكروه في
أوقات الصلوات، مضافاً إلى أنّه كان هناك حاجة أكيدة لمركز يجتمع فيه أعضاء
حزب الاِسلام ـ حزب اللّه ـ كلّ أُسبوع في يوم معيّن، ويتشاوروا في مصالحهم
وشوَونهم، بجانب أدائهم صلاة العيد فيه مرّتين كلّعام. ولم يكن المسجد في
عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للعبادة فحسب، بل لتُلقى فيه العلوم
والمعارف الاِسلامية والتربوية، إضافة إلى الاَُمور القضائية والفصل بين
الخصومات وإصدار الحكم على المجرمين، فكان بمنزلة المحكمة في هذا اليوم.
كما استخدمه الشعراء في إلقاء قصائدهم أمام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
الذي اتّخذه قاعة لاِلقاء خطبه الحماسية والجهادية في تعبئة المسلمين ضدّ الكفّار
والمشركين. ممّا يبين أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد بذلك أن يعلن
للجميع أنّ دينه ليس مجرّد أمر معنوي لا يتصل بالاَُمور الدنيوية، بل هو دين
شامل كامل يهتم بالتقوى وشوَون المعيشة والاَوضاع الاجتماعية.

وقد استمرت أغلبية المساجد على هذا المنوال حتى مطلع القرن 4 هـ
حيث كانت تتحول في غير أوقات الصلاة إلى مراكز لتدريس العلوم المتنوعة، بل
إنّها حتى بعدما فصلت المراكز العلمية عن المساجد فيما بعد، بقيت المدارس
تبنى بجانب المساجد، الاَمر الذي جسّد الصلة الوثيقة والارتباط الاَقوى بين العلم
والدين.

وفي بناء المسجد اشترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه في
عملية البناء، ينقل الحجارة واللبن،ويردّد وهو يعمل: «لا عيش إلاّعيش الآخرة،
اللّهم ارحم الاَنصار والمهاجرة». وكان «عمار بن ياسر» ممّن عمل بشدّة و قوّة مع
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في البناء، إذ كان يحمل اللبن والاَحجار بدل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبدل الآخرين، حتى شكا إليه «صلى الله عليه
وآله وسلم» فعلهم وقال: يا رسول اللّه قتلوني يحملون عليّ ما لا يحملون. فقال
له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك، إنّما
تقتلك الفئة الباغية».(1)

وبنى كذلك بجانب المسجد صُفَّة يسكن فيها الفقراء والمهاجرون
المحرومون، وكلف «عبادة بن الصامت» بأن يعلّمهم الكتابة وقراءة القرآن.

ثمّ بعد ذلك بنيت منازله ومنازل أصحابه حول المسجد.

وفي هذه البيئة الجديدة، واجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث
مشكلات أو قضايا أساسية:

1. قريش و الوثنيين في شبه الجزيرة العربية.

2. اليهود في المدينة أو خارجها، مع توافر الاَموال لديهم.

3. الاختلاف بين المهاجرين والاَنصار، و بين الاَنصار أنفسهم ـ الاَوس


1 . السيرة الحلبية: 2 | 71؛ تاريخ الخميس:1|345.

/ 104